السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناك شخص لا أعرفه، وهو لا يعرفني أبدا، كان هذا الشخص عضوا في جروب على الفيسبوك، المهم أنه ارتكب ذنوبا كثيرة جدا، ومن كثرة هذه الذنوب يرغب في أن يصبح على غير منهج أهل السنة والجماعة؛ لأنه يشعر أن الله -سبحانه وتعالى- لن يقبله.
السؤال هنا: ماذا أفعل لأقنعه أن يعود عن هذه الأفكار؟ هناك بعض الناس تقريبا قالوا له إن الله لن يقبل منه بعد الآن! وقد ذكرت له آيات كثيرة، لكنه لا يزال خائفا، ويريد أن يفعل ما في ذهنه، ماذا أفعل؟
وشكرا مقدما.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ولدنا الحبيب- في استشارات إسلام ويب.
نسأل الله تعالى أن يجعلك مفتاحا للخير مغلاقا للشر، من الداعين إليه المبلغين لشرعه ودينه، ونشكر لك اهتمامك بنصح هذا الإنسان وتذكيره بالتوبة، وقد أحسنت –أيها الحبيب– حين ذكرته بآيات القرآن الكريم، وهي كثيرة جدا، التي يخبر فيها الله سبحانه وتعالى عن قبول توبة التائب مهما كان ذنبه، فقد قبل الله تعالى توبة الكافرين، ودعاهم إلى التوبة من الكفر، وهو أعظم الذنوب على الإطلاق، فقال سبحانه وتعالى وهو يعرض التوبة على الذين سبوه وشتموه، ونسبوا له الولد، قال: {أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم} [المائدة: 74]، فأي ذنب مهما عظم فإن التوبة تمحوه، كما قال الله سبحانه وتعالى: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم} [الزمر: 53].
فهذا الشخص يحتاج إلى إعادة تذكير والاستعانة بالمؤثرات التي تؤثر عليه، كأن تستعين بالأشخاص الذين يقبل كلامهم ويثق فيهم، أو أن تصطحبه إلى بعض العلماء والدعاة ليسمع منه، فإذا أراد الله تعالى به الخير، فإنه سيفتح قلبه وييسر له الانتفاع مما يسمع، وإذا كان الله تعالى قد قدر له خلاف ذلك فإنه سيصم أذنيه، والهدى والهداية بيد الله سبحانه وتعالى، فقد قال سبحانه وتعالى: {إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين} [القصص: 56].
فعلى الواعظ والمذكر والناصح أن يأخذ بالأسباب التي تدعو إلى قبول كلمته، ودخولها إلى قلوب الناس، ومن ذلك: الإحسان في عرضها، وإظهار الشفقة لمن ينصحه ويعظه، وأن تكون المعلومة صحيحة كاملة، فإذا فعل هذا فقد أدى ما عليه، والله سبحانه وتعالى يتولى عباده، فيهدي من يشاء، ويضل من يشاء.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقك لكل خير.