مشكلة نتف الشعر عند الطفل وانتقال العدوى إلى الأم

0 389

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

مشكلتي أن لي ابنة عمرها 10 سنوات، منذ سنة ونصف لاحظت أنها تقطع شعرها، وأدى ذلك لوجود بقع فارغة من الشعر بشكل فظيع، وذهبت لطبيب نفسي وآخر جلدي ولكن لم يصفوا لها سوى علاجات لتقوية الشعر.

المشكلة أيضا أنها تقوم بقطع شعر رأسي عندما تجلس بجانبي! وبصراحة في أول الأمر كنت أتركها ظنا مني أن هذا يلهيها عن قطع شعرها، فوجدت نفسي قد أصبح عندي نفس حالة ابنتي، وأنا لا أستطيع التخلص منها فأقوم بقطع شعري عند القراءة أو أمام التلفاز أو الكمبيوتر أو عند التوتر، وأصبحت دائما أغطي شعري، ولا أذهب إلى أي زيارات أو أماكن أضطر فيها لكشف شعري أمام الناس، لم أذهب لأي طبيب، وزوجي لا يعلم بحالتي وأنا لا أستطيع إخباره؛ لأنه سيكيل لي الاتهمات وأنني السبب فيما حصل لابنتي.

لقد بدأت أجد العذر لابنتي؛ لأنني أنا نفسي أقرر أن اليوم لن أمد يدي لشعري، وأجد نفسي مجددا أقوم بالقطع! أنا في حيرة أرجو المساعدة بأقرب وقت وشكرا.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زينب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

الحالة التي تعاني منها ابنتك ربما تكون مرتبطة بنوع من عصاب الطفولة، أي القلق الذي يكون مرتبطا بمرحلة الطفولة، وقد شخصه البعض أنه يأتي تحت الوساوس القهرية الفعلية.

مثل هؤلاء الأطفال يجب أن يكون هنالك نوع من الحوار معهم، وأن نحاول أن نشعرهم بالأمان والطمأنينة، وأن تترك لها فرصة بأن تعبر عن ذاتها، وأن تتاح لها فرصة المشاركة في قرارات المنزل، في هذا العمر تكون البدايات الأولى لمرحلة اليفاعة خاصة عند البنات، وهنا يريد الطفل أن ينطلق ويتخذ قراراته بنفسه، ولا يمكن أن يقبل بأن يكون مستكينا ويتلقى الأوامر من الوالدين، الطفل ربما لا يستطيع أن يعبر عن احتجاجه إلا بمثل هذه الطرق التي منها نتف أو قطع الشعر.

إذن: الحوار سيفيد هذه الابنة، والتشجيع، وإشعارها بكينونتها، وبالطبع يجب أن تنبه أن هذه العادة ليست عادة جيدة.

ربما نكون لسنا بميالين لاستعمال الأدوية للأطفال بصفة عامة، ولكن هنالك دواء يعرف باسم أنفرانيل، وهو من الأدوية السليمة والجيدة، لا بأس لابنتنا هذه أن تأخذه بجرعة 10 مليجراما فقط، وهي جرعة صغيرة، تأخذها ليلا لمدة شهرين، وإن شاء الله سوف يساعدها كثيرا بجانب الإرشادات السلوكية السابقة.

أما بالنسبة لك، فالأمر قطعا ربما يكون مرتبطا أيضا بقلق وتوتر، وقد أخذت أيضا هذه العادة من ابنتك، ربما يكون ذلك بصفة شعورية أو لا شعورية، لا شك أنها عادة ليست بطيبة، وهي تحت الإرادة، ومن هذا المنطلق عليك أن تقلعي عنها، وأن تعزمي مع نفسك أنني لن أقوم بذلك مطلقا، وحين يأتيك الشعور بنتف الشعر أرجو أن تقومي بتحريك يدك ووضعها على رأسك، ثم بعد ذلك لا تقومي مطلقا بنتف الشعر إنما بإرجاع يدك والضرب باليد على سطح قوي، مثل الطاولة مثلا، حتى تحسي بالألم، وتكرري هذا التمرين خمس مرات متواصلة.

ويا حبذا لو كان الألم يزيد كل فترة وأخرى، هذه الطريقة العلمية تعرف بفك الارتباط الشرطي، أي أن تقرني الشعور بالألم الجسدي بالعادة السلوكية الغير مقبولة، وفي هذه الحالة هي نتف الشعر.

إذن: في نهاية الأمر سوف تضعف العادة المكتسبة لأنها ارتبطت بالألم، أرجو أن تكرري هذا التمرين يوميا وبصفة مستمرة، وسوف يساعدك إن شاء الله كثيرا.

لا شك أيضا أنك سوف تستفيدين كثيرا من الأدوية المضادة للقلق والتوتر والوساوس، ومن أفضلها العلاج الذي يعرف باسم فافرين، أرجو أن تبدئي في تناوله بجرعة 50 مليجراما ليلا بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك ترفعي الجرعة كل أسبوعين 50 مليجراما أيضا حتى تصلي إلى جرعة 200 مليجراما في اليوم، وتستمرين عليها وبانتظام لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك تخفض الجرعة بمعدل 50 مليجراما أيضا كل أسبوعين، حتى تتوقفي عنها، وهنالك دواء آخر يعتبر مدعما ومساعدا للفافرين، يعرف باسم فلونكسول، أرجو أن تتناوليه بجرعة حبة واحدة نصف مليجراما يوميا في الصباح لمدة شهرين فقط.

إذا اتبعت هذه الإرشادات وتناولت الدواء سوف تجدين -إن شاء الله- أنك قد تحسنت، وكذلك ابنتك.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات