أعجبت بشخصية مشهورة وأرسلت له صوري!!

0 2

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أحببت شخصا له عدد كبير من المتابعين والمشاهدات على مواقع التواصل، وكنت أرسل له بعض الصور اليومية معبرة بها عن مدى حبي بما يقدم، وكنت متأكدة بأنه لن يرد على رسائلي من بين الرسائل العديدة التي تصله يوميا من محبيه، إلا أنه جاءتني رسالة منه يغازلني فيها عن حسن جمالي، وعن إعجابه بي، ودهشت وتعجبت لذلك، وشعرت أني محظوظة، ومنذ ذلك الوقت أتواصل معه، وأكون سعيدة حين يغازلني، مع العلم أني كنت أرفض الدخول في أية علاقة محرمة.

منذ رسالته الرسالة الأولى عندي تأنيب ضمير لا يفارقني، ورافضة لكل هذا، وفي ذات الوقت شعوري أني محظوظة بأن شخصا مثله يراسلني يوميا، ودائما أرغب بأن أثير إعجابه بإرسالي له بعض الصور وأنا في أحسن طلة دون حجاب، مع العلم أني فتاة محجبة، قائلة (لم يرني من قبل بالحجاب، فهذا أمر عادي، وأصلا تأتيه آلاف الرسائل والصور يوميا، وهذا أيضا أمر عادي، وهذا يساعدني في أن أمتلك حبه، ما دام يظهر إعجابه بي).

ولكن هناك شعور بالخذلان لا يفارقني، وقد أخذت على نفسي وعدا ألا أخالف ما أمرني الله به، ولكن في نفس الوقت ينتابني شعور بأن هذا لا يستدعي ذاك الشعور، مع العلم أني معجبة به بشدة، وأعتقد أن تواصله معي استجابة لدعائي وأني استطعت الوصول إليه.

شكرا لقراءة كلماتي هذه، وللإجابة على أطروحتي هذه مسبقا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منار حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك هذا التواصل مع الموقع، ونحيي ثناءك على الموقع، وأنت في موقع بناتنا، ولا نريد لك إلا الخير، ونسأل الله أن يحفظك ويقدر لك الخير ثم يرضيك به.

أرجو أن تعلمي -ابنتنا الفاضلة- أن الدخول إلى الحياة الزوجية -أو فتح الملف العاطفي- بالطريقة المذكورة يجلب لك المتاعب، والأخطر من ذلك أن فيه مخالفة لله تبارك وتعالى، ويخالف الشرع الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به، واعلمي أن إعجاب أمثال هؤلاء المشاهير بك أو بغيرك هو إعجاب يتكرر، والإعجاب ليس من الضروري أن يعني الحب أو الرغبة في الزواج، والمشكلة أن بناتنا صادقات في مشاعرهن، لكن في الرجال من يعبث بمشاعر البنات.

فما المانع أن هذا الذي يتابع أن تكون له أخريات، يرسل لهن نفس الكلمات، ويعبر لهن عن إعجابه بهن وإعجابه بك؟! كذلك أيضا ما الذي يخبرك أنه ليس مرتبطا وأن عنده مشروع حياة، أو أنه ربما يكون متزوجا في حياته؟ لذلك أرجو ألا تستمري في هذا الطريق.

وإذا كان قد عرفك وكانت له رغبة حقيقية، ويمكنه أن يبحث عنك؛ فعليه أن يأتي الباب من قبله، فالشرع يطالبه أن يأتي البيوت من أبوابها، وألا يخادع ولا يلعب ببنات الناس، وإذا جاءك فأرجو أن تبدؤوا حياتكم بتوبة لله نصوحا؛ حتى تزيلوا البدايات التي لم تكن صحيحة، فمغازلته لك أو ظهورك أمامه بغير حجاب أمور لا يرضى الله بها، والعلاقة العاطفية الشرعية تبدأ بالرباط الشرعي، تبدأ بأن يكون لها غطاء شرعي، والغطاء الشرعي هو الإتيان إلى باب بيت الفتاة، ويقابل أهلها الأحباب، ويطلب ابنتهم فلانة، وأنه يريد القرب، ثم يأتي بأهله، وإذا وجد الوفاق والاتفاق فهنا تبدأ مسيرة المشاعر النبيلة الحلال.

فالحب الحلال يبدأ بالرباط الشرعي، وليس العكس، يعني: الرباط الشرعي هو البداية وليس النهاية، ولذلك أرجو أن تتوقفي عن هذا، ونحن على ثقة أن التوقف قد يكون فيه صعوبة، لكن الأصعب والأخطر هو أن يكون لك جري وراء السراب، وتضييع لوقتك، وفي هذه الحالة - لأن الأمر فيه مخالفة شرعية - فلن تسعدي في حياتك حتى لو تزوجك؛ لأن تأنيب الضمير الذي ظهر عندك سيطاردك في حياتك، سيكون له أثر خطير في حياتك، وإن كانت الأخرى فهذا سيكون العذاب فيه أشد، ومن الصعوبة لفتاة أن ترتبط بشاب ثم تتزوج من غيره، ثم يحال بينها وبين الارتباط به، هذا من الأمور التي أرجو أن تركزي عليها.

وأنت -ولله الحمد- بهذا الجمال وبهذا الذوق مرغوبة، والإسلام أراد للفتاة المسلمة - وهذا من إكرامه لها - أرادها مطلوبة عزيزة لا طالبة ذليلة، كبار الكرام، كبار القوم لو أرادوا بنت فقير فإنهم يرسلون من يتوسط لهم، يبذلون الصداق الذي يدل على صدقهم، يطلبون القرب من الفتاة وأهلها، وهذا من إكرام الله للفتاة.

وأرجو أن تعلمي أن الرجل يجري وراء المرأة التي تلوذ منه بعد الله بإيمانها وبحيائها وحجابها، ويهرب من المرأة التي تجري وراءه، وإن تزوجها ففي أولى مشكلات الحياة وصعوباتها ومطباتها سيقول: (أنت من كنت تجرين ورائي، أنت من كنت كذا)، وهذه ضربات مؤلمة لأي فتاة، ونسأل الله أن يعينك على الخير.

إذا: عليك بالتوقف الفوري، والاجتهاد في سحب الصور التي وصلت له إن استطعت، والالتزام بحجابك الشرعي، بعد ذلك إذا حاول أن يتواصل قولي له: (هذا لا يرضي الله، وإن أردتني بالحلال فعليك أن تأتي لبيتنا ودارنا من الباب)، وهذا هو أهم اختبار لصدق أي شاب، أن تقول له الفتاة: (إذا أردت الحلال فهذا عمي وهذا خالي، وهؤلاء محارمي)، وعند ذلك يتبين الصادق من الكاذب، وما أكثر الكاذبين، بل ما أكثر الذئاب البشرية بين شبابنا وبناتنا!

نسأل الله أن يحفظك وأن يحفظ بناتنا، أكرر كلمتي لك: أنت في مقام بناتي وأخواتي، ولا نرضى لك إلا الخير، ولا نريد لك إلا الخير، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

مواد ذات صلة

الاستشارات