ما رأيكم في العلاج بطاقة القرآن الكريم؟

0 35

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من تمزق كامل بالرباط الصليبي بالركبة، وعندما ذهبت لدكتور العلاج الطبيعي
أخبرني أنه سوف يعالجني بالطاقة، وعندما سألته عن مفهوم العلاج بالطاقة أجاب بأنه يقوم بشحن المعدات والأجهزة التي يعالجني بها بالطاقة، وأيضا يقوم بشحن جسمي بالطاقة، وعندما كشف على ساقي عرف كل مشكلتي عن طريق الكشف بالطاقة.

وطلبت أن أفهم أكثر حول طريقة العلاج هذه، أخبرني أنه يعمل عن طريق قراءة القرآن على الأجهزة، وعلى بعض الزيوت والتركيبات الخاصة التي سوف يعالجني بها، مقابل 5600 جنيها، وهي تكلفة المواد المستخدمة بالعلاج فقط.

وأيضا يقوم بشحن جسمي بالطاقة بنفس طريقة قراءة القرآن، وأخبرني أنه يستطيع قراءة أفكاري بالطاقة، وسيجعلني أشفى بمثل هذه الطريقة في وقت أقصر من المعتاد، نصف المدة تقريبا، وقال إنه سيقوم بتعليمي كيف أفكر بطريقة مختلفة لتحقيق أحلامي الصعبة.

أنا في الحقيقة لا أعلم، هل هذه الطريقة حلال أم حرام؟ مع العلم أنه مسلم وكل حديثه معي حول القرآن الكريم، ولكني شعرت بريبة من طريقته وإصراره على علاجي، حتى دون توفر المبلغ معي، قال يمكنني تجهيز أي مبلغ ودفعه له لنبدأ بالعلاج سريعا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

في الواقع هذه عملية نصب واحتيال مبتكرة لا علاقة لها بعلاج الرباط الصليبي الممزق، بل يتلاعبون بالألفاظ مما يساعد في رفع الروح المعنوية للمرضى، والعمل على تفريغ الطاقة السلبية، مثل حالة الفقر والعوز والشعور بالأمراض العضوية، ومحاصرة المشكلات السياسية والاقتصادية إلى طاقة إيجابية، مثل أنك قادر على تحقيق أمنياتك وأنك قوي بذاتك، وأن أثرياء العالم لا يختلفون عنك، فقط اقتنع أنك قادر على أن تكون ثريا مثلهم، وبعد أن يرفع روحك المعنوية تستيقظ على الواقع الصعب الذي تعيشه.

مثل أن يقول لك: هناك قانون يسمى قانون الوفرة، وأن الكون به الكثير من الموارد الطبيعية وأظنها وفيرة وتكفي الكل وتزيد، وأنت لا تقل عن أغنياء العالم في شيء، ولذلك يجب أن تؤمن بقانون الوفرة، وكذلك قانون الاختيار، بمعنى يجب أن تختار لنفسك حالة الغنى والرضا، وقانون الإيمان، وهو يجب أن تؤمن بكل ذلك بأنك قادر على أن تكون غنيا، وقادر على أن تكون معافى بدنيا ونفسيا، وهو في الواقع كلام جميل ورائع، لكن هل تم علاج رباطك الصليبي الممزق؟

ولنا في القرآن المثل والقدوة يقول الله تعالى: {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب} [الرعد: 28]، أي: يزول قلقها واضطرابها، وتحضرها أفراحها ولذاتها، ويقول تعالى: {فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره} [الزلزلة: 7-8]، ويقول تعالى: {من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون} [النحل: 97]، -صدق الله العظيم-.

ولك في سماع الرقية الشرعية ما تطيب به نفسك، فلا تنجرف إلى مثل هؤلاء الدجالين في ثوب المصلحين، هو فقط يرفع من روحك المعنوية، ويفرغ أفكارك من الطاقة السلبية، ويشحنك ببعض العبارات، وسوف تجد ضالتك في تلاوة وسماع القرآن، والصلاة على وقتها، وبر الوالدين، والصدقات، ومساعدة المحتاجين لأن كل هذه الأمور تحسن من مستوى هرمون السعادة سيروتونين، مما يحسن الحالة النفسية والمزاجية.

ويظل الرباط الصليبي الممزق في حاجة إلى علاج طبيعي، وحاجة ربما إلى عملية جراحية ليكتمل الشفاء، ونؤكد دائما على أهمية ضبط مستوى فيتامين (D) من خلال أخذ حقنة فيتامين (D3) جرعة 300.000 وحدة دولية، أو جرعة 200.0000 وحدة دولية حسب المتوفر، ثم تناول كبسولات فيتامين (D3) الأسبوعية جرعة 50000 وحدة دولية كبسولة واحدة أسبوعيا لمدة أسبوع، مع الحرص على تناول مكملات غذائية، مثل حبوب المغنسيوم جليسينات 500 مليجرام، وفيتامين (C) واحد جرام بشكل يومي لمدة شهرين أو أكثر، وهي موجودة في الصيدليات وفي محلات المكملات الغذائية.

وفقك الله لما فيه الخير.
——————————————————————
انتهت إجابة: د/ عطية إبراهيم محمد … استشاري طب عام وجراحة وأطفال.

تليها إجابة: الشيخ/ أحمد سعيد الفودعي …. مستشار الشؤون الأسرية والتربوية.
——————————————————————
مرحبا بك في استشارات إسلام ويب.

نحن نؤكد ما قاله -الأخ الفاضل الدكتور/ عطية إبراهيم-، فكل الادعاءات التي يدعيها هذا المداوي أباطيل ومحاولات لأخذ المال واختلاسه بالباطل، هذا من جهة، ومن جهة ثانية هو ادعاء للعلم ببعض المغيبات، فكونه يزعم أنه سيعلم ما يجول في خاطرك، وما تحدث به نفسك، فهذا نوع من ادعاء علم بعض الغيبيات، والواجب عليك أن تحذر من هؤلاء، وأن تبتعد عنهم، فلا يجوز لك أن تعينهم على فعل هذه المحرمات، فقد قال الله تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان}.

وأما ما ذكره لك من التداوي بالقرآن الكريم فهو كلام صحيح، لكنه لا يحتاج إلى هذه الأجهزة التي ذكرها، وليس بالطريقة التي فصلها، فالقرآن الكريم شفاء كما أخبر الله تعالى في كتابه، قوله: {وننزل من القرآن ما هو شفاء}، والرسول -عليه الصلاة والسلام- أخبرنا في أحاديث كثيرة وأقر حالات حصلت من التداوي بالقرآن العظيم، ولكن طريقة التداوي بالقرآن هي الرقية الشرعية، أن يقرأ الراقي شيئا من القرآن وينفث على المريض، سواء نفث مباشرة أو نفث في يده ومسح على هذا المريض، أو نفث في ماء وغسل به هذا المريض، أو شرب منه، فهذه هي الطريقة الشرعية للتداوي بالقرآن الكريم.

وبذلك تعلم -أيها الحبيب- أن ذهابك لهذا المداوي منكر وإعانة على منكرات.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقك لكل خير.

مواد ذات صلة

الاستشارات