السؤال
السلام عليكم.
شيخنا الفاضل: أنا طالبة علم أحفظ القرآن بفضل الله، وصلت إلى الجزء الثاني عشر.
كانت عندي همة عالية في حفظ القرآن والمراجعة، لكن منذ فترة كبيرة بدأ الحفظ يكون ثقيلا علي، وكلما أفتح المصحف وأكون بحالة جيدة فجأة أشعر بالنعاس الشديد والكسل، وأفتح عيوني بالقوة، ولا أستطيع رؤية الكتابة رغم أني نمت جيدا، وبمجرد أن أغلق المصحف تتلاشى كل هذه الأعراض وأحاول أن أنام ولا يوجد نوم أصلا، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
المشكلة هذه سببت لي تعبا نفسيا شديدا لو أن بي مسا أو حسدا، كيف وأنا أحفظ القرآن، ومررت بآياته!! يصيبني مس أو حسد، وعندي ورد من الاستغفار والتسبيح لكني غير مداومة عليه، ما هي مشكلتي، وما حلها؟
جزاكم الله عنا خيرا، ونفع بكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Fatma حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نحن سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يصرف عنك كيد الكائدين ومكر الماكرين، وأعين الحاسدين، إنه سميع قريب.
وبخصوص ما تفضلت بالسؤال عنه: فالفتور سمة من سمات الإنسان في بعض الأعمال، والإنسان لا يكون على وتيرة واحدة، بل هو متقلب بين النشاط والجد والعمل، وبين الكسل والفتور والتقصير، وقد أرشدنا نبينا -صلى الله عليه وسلم- إلى إبقاء العمل مستمرا ولو بأدنى مستوى في حال الفتور، والكسل، يقول -صلى الله عليه وسلم-: (إن لكل عمل شرة، ولكل شرة فترة، فمن كانت فترته إلى سنتي فقد أفلح، ومن كانت إلى غير ذلك فقد هلك)، وعليه فمسألة الفتور أمر طبيعي، ولكن المهم ألا يطول أمدها، وألا يؤدي إلى ضياع الحقوق الواجبة، أو يوقع في المحرمات -والعياذ بالله- ولذا أقول: لا تنزعجي من هذه الظاهرة، وابحثي عن أسبابها، فإنه ما من ظاهرة أو مشكلة إلا ولها أسبابها الخاصة، وهذا هو دورك أنت.
ماذا تغير في حياتك؟ ما هو الشيء غير الطبيعي الذي أدى إلى مثل هذه الحالة؟ هل هناك معاص وقعت في البيت، ولم تشعري بها أو تنتبهي لها؟ فإن المعاصي قد تحرم الإنسان حفظ القرآن، بل وقد ينساه أحيانا.
• قد يصاب المرء بالفتور في حال انفراده، لذا فهو بحاجة لبيئة معينة وصحبة صالحة، وربما الانتساب إلى مركز تحفيظ قرآن.
• أيضا لا بأس بالرقية الشرعية، بأن ترقي نفسك بقراءة آيات الرقية الشرعية من سورة الفاتحة، وآية الكرسي، وآخر سورة البقرة، وسور الإخلاص والفلق والناس وغيرها.
• وإصابة الإنسان بالحسد والعين من أقدار الله التي تقع على العبد، حتى لو كان حافظا للقرآن أو تاليا للأذكار؛ وإنما يبتلي الله بعض الصالحين بمثل هذا، كما يبتليهم بالأسقام والأوجاع ومصائب الدنيا تكفيرا لسيئاتهم، ورفعة لدرجاتهم، وليكونوا أسوة لغيرهم في الصبر، وحسن التوكل على الله تعالى.
• التجئي إلى مولاك، وسليه التوفيق والسداد، وأن يعينك، وتحيني أوقات الإجابة: أثناء السجود، وما بين الأذان والإقامة، والثلث الأخير من الليل، والساعة الأخيرة من الجمعة.
والله الموفق.