السؤال
السلام عليكم.
أعاني من الأرق الناتج عن وسواس مرتبط بأني لن أنام، مما ترتب عليه إصابتي باكتئاب وخوف من المرض، وصف لي الطبيب نوعين من الأدوية، كرانكس -0.5 ملجرام- نصف حبة ليلا، لمدة 15 يوما، وواتميل 30 ملجراما نصف حبة، لمدة 4 أيام، ثم حبة ليلا عند الاستيقاظ، أحس بأن رأسي ثقيل، وأشعر بعدم الاتزان، وألم وتورم في العينين، فبماذا تنصحونني؟ وهل هي أعراض تداخل الدواءين؟
ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في استشارات إسلام ويب.
من الضروري جدا أن تنظم نومك وتحسنه من خلال ما نسميه (تنظيم الساعة البيولوجية)، النوم –يا أخي– شيء غريزي بيولوجي نفسي وجداني، وفي مثل عمرك النوم يكون ممتازا لدى 90% من الناس.
فأنا أريدك أولا أن تحقر هذا الوسواس، وأن تكون إيجابيا في تفكيرك، ويجب أن تتجنب السهر، وتتجنب النوم النهاري، وتثبت وقت النوم، وتمارس الرياضة، ولا تتناول أي نوع من الميقظات كالشاي والقهوة بعد الساعة الرابعة مساء.
هذه هي الأسس العلاجية الرئيسية، وبعد ذلك أقول لك: عقار (ميرتازابين) وهو الـ (واتميل) تناوله مبكرا نسبيا، و15 مليجراما –أي نصف حبة– ستكون كافية جدا، ما تحس به من فتور في الصباح وتكاسل كله ناتج من الدواء، ولا شك في ذلك، لكن حين تتناوله بعد صلاة العشاء مباشرة، وتجعل الجرعة نصف حبة سوف يساعدك كثيرا.
وفي ذات الوقت أريدك أن تخفض جرعة الـ (زاناكس) وتجعلها ربع مليجرام ليلا لمدة أسبوع، ثم ربع مليجرام يوما بعد يوم لمدة أسبوع آخر، ثم تتوقف عن تناوله.
الزاناكس دواء مفيد جدا وجميل جدا على المدى القصير، لكنه على المدى البعيد يسبب الإدمان والتعود.
أخي: طبعا أنت تحتاج أيضا لدواء آخر لعلاج الوسواس، الـ (واتميل) لا يعالج الوسواس، وهنالك أدوية ممتازة لعلاج الوسواس، منها عقار (سيبرالكس) أو عقار (بروزاك) قد يكون الأفضل.
البروزاك تتناوله بجرعة عشرين مليجراما صباحا، لا بد أن يكون تناوله مبكرا، استمر على هذه الجرعة لمدة شهر، ثم بعد ذلك اجعل الجرعة أربعين مليجراما يوميا في الصباح لمدة شهرين، ثم عشرين مليجراما يوميا في الصباح لمدة شهرين أيضا، ثم إلى عشرين مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الـ (فلوكسيتين).
أعتقد بهذه الكيفية نكون قد نظمنا العلاجات الدوائية، وطبعا الإرشادات التي ذكرناها لك حول الصحة النومية أيضا هي مهمة، وتحقير الوسواس وعدم الالتفات إليه وحسن إدارة الوقت مهمة -يا أخي الكريم- ويجب أن تحقر الفكرة، فكرة أنك لن تخلد إلى النوم، هذه فكرة سخيفة، لا تقبلها أبدا، حقرها تماما لأنها ليست واقعية، وأنت تعلم أنها وسواسية.
وأنا أنصحك –يا أخي– أيضا بأن تتدرب على تمارين الاسترخاء، خاصة تمارين التنفس المتدرجة، مفيدة جدا، تأخذ شهيقا عميقا وبطيئا عن طريق الأنف، ثم تمسك الهواء في صدرك لمدة أربع ثوان مثلا، ثم تخرج الهواء مثلا عن طريق الفم، ويجب أن يكون ذلك بقوة وشدة، الشهيق والزفير كلاهما يجب أن يستغرق سبع إلى ثمان ثوان، ويجب أن تكرره خمس مرات متتالية، مرة في الصباح ومرة قبل النوم، ولا شك أنه من التمارين الجيدة جدا.
توجد أيضا برامج كثيرة جدا على اليوتيوب توضح كيفية ممارسة تمارين الاسترخاء. ويا أخي: يجب أن تحرص على أذكار النوم وتقرأها بتدبر وتعمن، مفيدة جدا، وطبعا ممارسة الرياضة النهارية أيضا ذات فائدة عظيمة جدا لتحسين النوم، حتى وإن كان السبب في الأرق الذي يأتيك وسواسيا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.