السؤال
السلام عليكم.
جميع أفراد الأسرة بما فيهم أنا نعاني كل شهر من أمراض مختلفة، وعندما نذهب إلى الطبيب لا نجد أي شيء، لدرجة أن أحد الأطباء طلب منا أن نتصدق أو نذهب إلى شيخ.
الشيء المشترك بيننا هو: آلام البطن وانتفاخها، بالإضافة إلى أمراض مختلفة، وعندما أذهب إلى الصلاة تأتيني نوبات هلع وخوف، وأشعر بأني سأموت، أقول لنفسي: يا ليتها من ميتة وأنا أصلي حتى يذهب القلق، ولكن لا فائدة، أشعر بالقلق والخوف يزداد، أهملت صلاتي وعلاقتي بربي، أنا في عذاب، فكل الناس تعتقد أن الأمر هين وبسيط، ولكن لن يشعر بي سوى ربي، ومن مر بموقفي، كم هو العذاب.
ذهبت إلى أحد الرقاة الشرعيين وعند القراءة انفرجت أصابع يدي بطريقة مؤلمة لا إرادية، وبعض الأصابع تحركت بطريقة لا إرادية ومؤلمة، وبدأت أبكي ولا أعرف ما يبكيني، ولكن بعد أن انتهيت أحسست بإحساس جميل وراحة عجيبة، وجميع الآلام اختفت مني، واستمر هذا الحال لمدة 4 أيام، وعادت آلام البطن والانتفاخ والقلق والتوتر والأرق كما كان، ولا يمر شهر إلا ويمرض أحد أفراد الأسرة، وأذهب به إلى الطبيب وأصرف الأموال، ما الذي نحن فيه هل هو غضب من الله، أم ماذا؟ وهل الانتحار هو الحل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأهلا بك أخي الكريم في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان إنه جواد كريم.
أخي الكريم: عن أي انتحار تتحدث عافاك الله تعالى؟
كيف تقول ذلك! وأنت الأخ المسلم المؤمن المصلي الذي يعلم أن الدنيا دار ابتلاء، وأن البلاء على قدر إيمان العبد، وأن أكثر الناس بلاء أنبياء الله تعالى، ثم الأمثل فالأمثل.
أخي الكريم: نحن نعلم تماما معاناتك، ونعلم كذلك كم هي يسيرة بإذن الله وسنخبرك عن الطريقة الآن، ولكن نود منك ابتداء أن تتوب من هذه الكلمة، وألا تفكر في هذا الأمر ولو كخاطرة، فهل يلقي أحدهم بنفسه في جهنم لأجل أن يتقي حفنة رماد؟!
أخي الكريم: الله أمرك بصيانة نفسك ونهاك عن إلحاق الضرر بها فقال الله: (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما)، وقال صلى الله عليه وسلم: " من قتل نفسه بحديدة فحديدته يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن شرب سما فقتل نفسه، فهو يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن تردى من جبل فقتل نفسه، فهو يتردى في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا"
فاستعذ بالله من مجرد ذكر هذا الكلام، ولا تيأس ولا تقنط، فاليأس منهج أهل الكفر، والقنوط منهج أهل الضلال، قال تعالى: (يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون) [يوسف:87]، وقال تعالى على لسان خليله إبراهيم: (قال ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون) [الحجر:56]
أخي الكريم: لقد ذهبت إلى راق، وقد وجدت أثر الخير في ذهابك إليه، ونحن هنا ننصحك بما يلي:
أولا: نريدك أن تأتي براق شرعي متخصص إلى بيتك، وأن يقوم برقيتك ورقية إخوانك جميعا.
ثانيا: حافظوا على الصلاة، وعلى النوافل، وعلى أذكار الصباح والمساء وأذكار النوم.
ثالثا: حافظوا على قراءة سورة البقرة كل ليلة، فإن عجزتم فعلى الأقل أن تستمعوا إليها.
رابعا: الاستمرار في القراءة مع الراقي، أو مع أنفسكم أمر مهم جدا.
خامسا: قد تواجهون بعض التعب أو بعض الأرق أو كراهية الاستمرار، لا تهتموا بذلك واستمروا بالرقية الشرعية وستجدون الخير في خاتمتها بإذن الله.
نسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يعافيك، والله الموفق.