عندي إعاقة في وجهي أتعرض بسببها للتنمر

0 36

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة بعمر 30 سنة، عندي إعاقة في وجهي منذ ولادتي، وهي شلل في العصب السابع، منذ صغري وأنا أتعرض للتنمر بسبب شكل وجهي، حتى والدي كان يتنمر علي بسبب شكلي.

كبرت وما زلت أتعرض للتنمر، وكنت عندما أتعرض لسخرية وتنمر أهرب إلى البيت، ولا أستطيع أن أدافع عن نفسي، وكبرت ولا أستطيع أن أدافع عن نفسي، بل أكظم غيظي.

كثير من الرجال تقدموا لخطبتي لكن عند معرفتهم بإعاقتي رفضوا، تجنبت الكثير من المناسبات الاجتماعية خوفا من التنمر.

أصبحت وحيدة ولا أحد يبحث عني، وليس لدي أصدقاء، بل أقضي يومي كله في أشغال البيت، ومطالعة الكتب، وعبادة الله.

تحدثت مع عائلتي في أمر علاجي لكنهم رفضوا، وأنا -الحمد لله- راضية عن شكلي، لكن بعض المرات أدخل في حالة اكتئاب وحزن.

ماذا أفعل؟ كيف أتغاضى عن شكلي وأندمج في المجتمع؟ هل يمكن أن أجري عملية، أم هذا يعتبر تغييرا لخلق الله؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بوشمية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يؤسفنا ما حصل لكم من ابتلاء بالشلل الوجهي بسبب العصب السابع، وما تلاه من تنمر المجتمع حولك، بما فيهم الوالد الذي أخذ يجاري المجتمع في فعلته، مع أن هذا التنمر خطأ ولا يجوز الإقدام عليه، لما فيه من إهانة وإيذاء نفسي للمصاب، قال الله تعالى: ﴿يـٰۤأيها ٱلذين ءامنوا۟ لا يسۡخرۡ قوۡم من قوۡم عسىٰۤ أن يكونوا۟ خيۡرا منۡهمۡ ولا نساۤء من نساۤء عسىٰۤ أن يكن خيۡرا منۡهنۖ ولا تلۡمزوۤا۟ أنفسكمۡ ولا تنابزوا۟ بٱلۡألۡقـٰبۖ بئۡس ٱلٱسۡم ٱلۡفسوق بعۡد ٱلۡإيمـٰنۚ ومن لمۡ يتبۡ فأو۟لـٰۤىٕك هم ٱلظـٰلمون﴾ [الحجرات 11].

أما كيف تواجهين هذا السيل الجارف من التنمر، فأول خطوة هي: الاستعانة بالله تعالى: قال تعالى: (ومن يتوكل على الله فهو حسبه).

الأمر الثاني: أن تثقي بنفسك، وأنك لست مخطئة، وأن ما حصل ليس خطأ منك، بل هو ابتلاء من الله تعالى لك ليعلم صبرك، وابتلاء للمجتمع حولك ليعلم كيفية تصرفهم معك، فالكل مبتلى وليس أنت فحسب.

أما ما حصل من الخطاب الذين تقدموا لك، فهذا يمكن أن يدخل ضمن خياراتهم الشخصية، وهذا لا يعني أنك غير جميلة أو غير مناسبة للزواج، ولكنه يعني أن ذلك الخاطب لا يحبذ الزواج من امرأة فيها نوع إعاقة، وقد تجدين شخصا آخر يقبل بك؛ لأن هذا أمر يناسبه، فالموضوع ليس مرتبطا بإعاقتك فقط، بدليل أنك لو لم تكوني معاقة بهذا الشلل الوجهي لربما تم رفضك أيضا من قبل ذلك الخاطب لسبب آخر، كأن يقول بأن طولك غير مناسب، أو لون البشرة أو الصوت..إلى آخره.

هكذا تتعدد الأسباب والرفض واحد، بينما الزواج رزق من الأرزاق يأتي بموعده الذي قدره الله عز وجل.

نرجو أن تلزمي هذا الدعاء: (اللهم إني عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو علمته أحدا من خلقك، أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك؛ أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي)؛ قال من دعا به أذهب الله همه وحزنه، وأبدله مكانه فرحا، قالوا يا رسول الله، ألا نتعلمها؟ فقال: بلى، ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها).

أما بخصوص إجراء العملية الجراحية: فهذا يخضع للتقدير الطبي هل هي مناسبة أم لا؟ أما من الناحية الشرعية فكل عملية تجميل تعيد العضو إلى وضعه الطبيعي فهي جائزة، ولا يدخل في تغيير خلق الله، بل هو إعادة لخلق الله الفطري كما كان.

هذا قد يستلزم منك جهودا إضافية في إقناع عائلتك، والبحث عمن يقنعهم من أعمامك أو أخوالك بجدوى وأهمية العملية، وما يترتب عليها من إمكانية الزواج بيسر وسهولة.

نسأل الله أن ييسر أمرك، وأن يشرح صدرك، وأن يهديك سواء السبيل.

مواد ذات صلة

الاستشارات