ما سبب قلقي وخوفي وانطوائي؟

0 37

السؤال

السلام عليكم.

أنا أعاني من عدم الارتياح، وأشعر بأني ضعيف أمام الناس، وغير اجتماعي، ومتقلب المزاج، وأشعر بإحباط وخوف من المستقبل، وهذا الشيء يزيد من قلقي كثيرا، ويشعرني بأني سأصاب بالجنون، صرت أخاف من المجانين، كما أن عقلي لم يعد يتحمل المعلومات، وأصبحت لا أعرف الفرح أبدا، فهل هناك حل لمشكلتي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Oussama حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

أخي: في الغالب أن الذي بك هو نوع من قلق المخاوف، ولديك ما نسميه (قلق توقعي)، ولذا لديك مخاوف حول المستقبل، وقلق المخاوف قد يكون مصحوبا بشيء من الوساوس، وكذلك عسر المزاج، لذا لا تحس بالفرح، وتحس أن دماغك لا يركز، وأنك لا تستطيع أن تتحمل أي معلومات.

طبعا - أخي الكريم - هذه كلها مشاعر قلقية، مشاعر كاذبة، وإذا كان هنالك أي نوع من المتغيرات التي حدثت في حياتك وأدت إلى هذه الحالة؛ فحاول أن تصل إلى حلول، وتجد معالجات فيما تستطيع أن تعالجه فيما يتعلق بظروفك الحياتية، وبعد ذلك -أيها الفاضل الكريم- أقول لك: ما هو سلبي يجب أن تتجاهله.

موضوع الخوف يجب أن تسأل نفسك: لماذا أخاف؟ أنت لست أقل من الناس أبدا، وأنت تعمل في وظيفة محترمة، وهي وظيفة التعليم، ولا شك أن وظيفتك تتطلب التفاعل الاجتماعي.

يجب أن تبدل كل فكرة سلبية وكل شعور سلبي بفكرة وشعور إيجابي، وتحرص على إدارة وقتك بصورة جيدة، إدارة الوقت الصحيحة تؤدي إلى إدارة صحيحة للحياة، ويستفيد الإنسان من كل طاقاته، حتى القلق نعتبره قلقا مطلوبا للنجاح، الخوف طاقة مطلوبة لحماية أنفسنا، والوسوسة نعتبرها طاقة تعلمنا الانضباط في حياتنا، وهناك من قال من علماء النفس والسلوك: حتى الاكتئاب يعتبر طاقة وإن كانت سلبية، لكن الذي لا يجرب الاكتئاب لن يعرف الفرح أبدا.

عموما الهدف هو أن تكون إيجابيا، وتحسن إدارة الوقت، وتتجنب السهر، وتستيقظ مبكرا، وتصلي صلاة الفجر وأنت نشط، وهنا سوف تحس أن عقلك يمكن أن يستوعب، يمكن أن يتحمل المعلومات، خاصة بعد الصلاة، وطبعا الإنسان يقوم بقراءة شيء من القرآن، ثم بعد ذلك بعد أن تتجهز وتذهب إلى مرفق عملك، وأنت إن شاء الله في نشاط كامل.

أنا دائما أنصح بالقيام بالفحوصات الطبية العامة، فقم بزيارة طبيب الأسرة ليجري لك الفحوصات العامة؛ لتتأكد من قوة الدم، تتأكد من مستوى السكر، ووظائف الكبد، ووظائف الكلى، ووظائف الغدة الدرقية، ومستوى فيتامين (D)، وفيتامين (B12). إن شاء الله كلها سليمة، لكن لابد أن نضع هذه القاعدة الطبية الرصينة كبداية لأي نوع من التدخلات الطبية السليمة.

الرياضة لابد أن تكون جزءا من حياتك، لابد أن تكون شخصا نافعا لنفسك ولغيرك، وتكون فعالا داخل أسرتك، كن شخصا مميزا في عملك، هذه كلها مفاتيح وطرق ليحس الإنسان من خلالها بالسعادة والارتياح.

أخي: أنت تحتاج لعلاج دوائي بسيط، ولمدة قصيرة، الدواء يعرف باسم (اسيتالوبرام Escitalopram)، تناوله بجرعة نصف حبة -أي خمسة مليجراما- يوميا لمدة عشرة أيام، ثم اجعلها حبة واحدة يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة يوميا لمدة عشرة أيام، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة عشرة أيام أخرى، ثم توقف عن تناول الدواء.

الاسيتالوبرام دواء سليم، وغير إدماني، وغير تعودي، والجرعة التي وصفناها لك هي جرعة صغيرة، كما أن مدة العلاج مدة قصيرة، هذا من الأدوية التي تساعد كثيرا في علاج الخوف والقلق والوسوسة، وتحسن المزاج.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات