السؤال
السلام عليكم
كنت أريد دراسة الصيدلة أو التمريض، ولكن للأسف بسبب صعوبة الشروط والمستوى المطلوب؛ لم أستطع أن أدخل هذا المجال الذي أحبه، وبعد تخرجي بسنة تطوعت لخدمة المجتمع، وجربت سنة أن أتدرب على برامج تحضيرية، وصرفت مبالغ كثيرة، ولا فائدة!
في الأخير: أهلي ضغطوا علي كي أدخل مجال الإنجليزي لأكون مدرسة، وبدأت أول أسبوع ولا أحس بأني موفقة فيه، كل فترة تظهر مشكلة، وأحس أني مقهورة، ولست راضية، وأحس بالكره تجاه أهلي، والكلية والتعليم بشكل عام، وأحس كل يوم بظهور لي مشكلة بالكلية، إما الدفع أو برنامج الجامعة يعلق معي.
أحس أني لست راضية، وأن كل الذي يحدث ظلم!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ميم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
تتكرر كثيرا مواضيع الدراسة حول التخصص لأسباب تتعلق بإرغام الأهل، أو بعدم توفر الأسباب المواتية، وهنا يقع الطالب أو الطالبة في دوامة إحباط لها أول وليس لها آخر.
نصيحتنا لك -ابنتي الكريمة- هي: أن تتكيفي مع الوضع الجديد؛ طالما لا يوجد خيار عملي غيره، كما يمكنك دراسة الأسباب التي جعلت الأهل يضغطون عليك في هذا الاتجاه، هل كان ضغطهم بسبب الصعوبات المادية، أم بسبب قناعتهم واختيارهم التخصصي؟ فإذا كان السبب هو الصعوبات المادية؛ فهنا يمكن البحث عن مصادر تمويل إن كان ذلك متاحا. وأما إن كان السبب هو اختيارهم للتخصص؛ فيمكن إعادة التحاور معهم والكلام حول موضوع التخصص، ويمكن إدخال وسطاء آخرين من الأسرة أو الأقارب في هذا الأمر.
نحن نعذرك تماما بخصوص إحساسك بالكره تجاه التعليم، ولكن هذا لا يعني أن تستسلمي للظروف المحيطة، وعليك دوما دراسة الخيارات المتاحة سواء كان ذلك من الناحية المادية، أو النواحي المتعلقة باختيار التخصص.
سيتبقى عليك موضوع الضغط النفسي، وإليك بعض الخيارات:
- إعادة التفكير في موضوع التخصص، وأنه قد يكون من الأنسب لك اختيار تخصص آخر غير التخصصات الطبية؛ هذا في حال عدم رغبتك في تخصص اللغات، فالحياة ليست حكرا على التخصصات الطبية، فهناك تخصصات عديدة يحتاجها البشر.
- عليك بالاستشارة والاستخارة، الاستشارة للخلق والاستخارة للخالق، فيمكنك الاستعانة بقسم الإرشاد الأكاديمي لاختيار تخصص مناسب آخر، كما يمكنك اللجوء للاستخارة، فعن جابر رضي الله عنه قال : كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن يقول: إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل: (اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر (هنا تسمي حاجتك)، خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، أو قال: عاجل أمري وآجله، فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه، اللهم وإن كنت تعلم أن هذا الأمر (هنا تسمي حاجتك)، شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال: عاجل أمري وآجله، فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم ارضني به، ويسمي حاجته) وفي رواية (ثم رضني به).
إن قمت بكل ما سبق ولا زلت تعانين ضغطا نفسيا؛ فهنا يمكنك اللجوء إلى العلاج النفسي.
نسأل الله أن ييسر أمرك، وأن يشرح صدرك، وأن يهديك سواء السبيل.