كيف نعالج ونتعامل مع عناد الأطفال؟

0 55

السؤال

لدي قريبة في عمر ١٢ عاما، هي طفلة ذكية جدا، ولكنها منذ فترة لديها عناد شديد، وعدم الرغبة بأي شيء، فمثلا لا تريد الذهاب للمدرسة، وعلاماتها قد تدنت كثيرا، وعندما يطلب منها أي طلب ترفض رفضا قاطعا مهما كان الطلب، والجواب لا أريد أو بالعامية (ما بدي أعمل)، وأمها لم تترك طريقة لم تتعامل معها بها، بالنقاش، والحوار، والسؤال عن الأسباب، والثواب، والعقاب، وكل ذلك دون نتيجة! فما الطريقة لحل هذه المشكلة؟ جزيتم الجنة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فردوس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أختنا وبنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام بأمر هذه القريبة، ونسأل الله أن يصلحها وأن يهديها، وأن يلهمها السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

لا شك أن بنتنا –الله يحفظها– على أبواب مرحلة جديدة، وهذه المرحلة من سماتها العناد، خاصة إذا كانت الأوامر تلقى إليها بطريقة جافة أو كثيرة، ولذلك نتمنى أن تقترب منها والدتها، ويمكن أيضا أن تقومي أنت بهذا الدور، تقتربوا منها، تتفهموا خصائص مرحلتها العمرية، تجتهدوا في إعطائها فرصة في أن تعبر عما في نفسها، القيام بزيارة المدرسة لمعرفة وضعها في المدرسة، هل هناك صديقات جديدات؟ هل تحولت المدرسة إلى مدرسة جديدة؟ هل هناك إشكالات تواجهها أو صعوبات في المدرسة؟ هل هناك من تتنمر عليها من الزميلات؟

ونحن نريد أن نقول: إذا عرف السبب بطل العجب، ولكن على كل حال: نتمنى ألا تشدوا عليها، ولكن تستبدلوا الأوامر بالحوار والنقاش والقرب منها، وفهم ما عندها، والتركيز على ما فيها من الإيجابيات، ومدح الجوانب المشرقة في شخصيتها، وأيضا تكونوا عونا لها على أن تطيع الله تبارك وتعالى، وتعلم أن بر الوالدين من الأمور ومن واجبات هذا الشرع الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به.

وفي البيت أيضا أرجو أن تلاحظوا العدل بينها وبين إخوتها، إن كانت لها إخوة أو أخوات، وأيضا إظهار الجانب الإيجابي، وعدم الكلام عن تمردها جهرا، وأنها لا تسمع الكلام، مثل هذا الكلام لا يزيد الأمر إلا سوءا، ولكن أرجو أن نحسن صورتها، ونسلط الأضواء على إيجابياتها؛ لأن التركيز على الإيجابيات يزيد الإيجابيات، والتركيز على السلبيات أيضا يزيد في السلبيات ويضخمها.

ونسأل الله تبارك وتعالى أن يهديها لأحسن الأخلاق والأعمال، ونوصيك ونوصي والديها بالدرجة الأولى بكثرة الدعاء لها، وأيضا باتخاذ خطة تربوية موحدة، بحيث يتفق الأب والأم على خطوات التربية والتوجيه، ونسأل الله أن يصلح لنا ولكم النية والذرية.

مواد ذات صلة

الاستشارات