السؤال
السلام عليكم.
أنا أرسل سؤالي بخصوص والدي.
والدي عمره 68 سنة، ولديه قلق نفسي يسبب له دوارا وصداعا يذهب ويأتي على مدار اليوم، يظهر أكثر بعد الاستيقاظ مباشرة، وأثناء الصلاة، وعند الحركة السريعة عند الدوران أو الالتفات بسرعة.
ذهبنا لطبيب المخ، وعملنا دوبلر على الدماغ، وكان كل شيء سليما، وذهبنا لطبيب أنف وأذن، وكل شيء كان سليما أيضا، علما أنه يتناول أدوية للضغط، وقد حدث له فقد كبير في الوزن خلال ال٣ سنوات السابقة، فكيف يمكن علاجه من القلق النفسي بدون استخدام أدوية نفسية؟ حتى يتخلص من القلق، وبالتالي يتخلص من الدوار والصداع اللذان يزعجانه بشدة؟
والدي مقيم مع والدتي المصابة بالزهايمر، ويرعاها رعاية كاملة، ولا يخرج إلا للصلاة وشراء مشتريات البيت، وأنا أساعده قدر ما أستطيع.
أحيانا كانت تأتيه نوبات هلع، ولكنها غير متكررة كثيرا.
وشكرا لكم كثيرا، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الغفار حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في موقع استشارات إسلام ويب، وأسأل الله تعالى لوالديك العافية والشفاء، وأشكرك على اهتمامك بأمرهما.
والدك - كما تفضلت - لديه قلق نفسي، لديه أعراض جسدية كالشعور بالدوخة والدوار والصداع، وقد أجرى كل الفحوصات الطبية اللازمة، وكانت كلها سليمة.
فقدان الوزن مؤشر مهم جدا - أيها الفاضل الكريم - لوجود القلق الاكتئابي، ودائما نحن في كبار السن أو من هم في فوق الستين من العمر إذا ظهر قلق فهذا يعني وجود اكتئاب نفسي، ويجب أن يعالجوا بمضادات الاكتئاب، وهذا أمر لا شك فيه.
أنت ذكرت أنكم تريدون أن يتعالج الوالد بدون أدوية، هذا لا يمكن أبدا؛ لأن الاكتئاب في كبار السن هو اكتئاب بيولوجي، متعلق بكيمياء الدماغ، ووالدك جزاه الله خيرا يقوم برعاية والدتك، ولعلك تدرك أن العناية بمريض الزهايمر ليست سهلة؛ فيجب ألا نضع عليه ضغوطا أخرى حتى لا يصاب باكتئاب عميق.
يجب أن يتم علاجه، ويمكنه أن يذهب إلى الطبيب النفسي، وسوف يصف له أحد الأدوية المناسبة، لدينا أدوية كثيرة الآن مفيدة جدا، مثلا عقار مثل الـ (سيبرالكس) يضاف إليه جرعة صغيرة من عقار (دوجماتيل) سوف تكون أدوية مناسبة جدا لوالدك، وهي غير إدمانية، وغير تعودية، وفي ذات الوقت -إن شاء الله تعالى- تريحه كثيرا.
أرجو ألا تتردد في هذا الأمر أبدا، القلق في كبار السن يعني الاكتئاب النفسي، ومن يعتنون بمرضى الزهايمر، خاصة المخلصين منهم، والذين يقومون بواجبهم على أكمل وجه عرضة للاكتئاب، وهذا الأمر لا شك فيه.
فيا أيها الفاضل الكريم: والدك هذا - جزاه الله خيرا - يجب أن نسانده، ويجب أن نساند المساند، ووالدك في هذه الحالة هو المساند لوالدتك، وأنت طبعا تقوم بدورك، وجزاك الله خيرا، لكن يجب ألا نحرمه من العلاج الذي يساعده في إزالة القلق والتوتر، وأن يكون في حالة من الراحة النفسية والصحة النفسية الإيجابية.
بارك الله فيك، وبالله التوفيق والسداد.