أعاني من الاكتئاب، ولا أستمتع بشيء، فساعدوني.

0 26

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب عمري 20 سنة، وأعاني من الاكتئاب منذ سنة، أشعر دائما بعدم الانبساط، أو الاستمتاع بأي شيء كنت أستمتع به في الماضي.

في البداية أتتني مشاعر سلبية، حاولت تجاهلها، وأن أكون إيجابيا، بالرغم أني كنت سلبيا، فقمت بالعمل، فتحسنت، لكن بعدها بحوالي شهرين ونصف عاد لي الاكتئاب مرة أخرى، بسبب ضغوطات ومشاكل كثيرة حصلت لي أثناء العمل.

وأنا كنت في السابق إنسانا إيجابيا ومتفائلا، وكنت أشعر بالراحة النفسية والانبساط أثناء الصلاة، لكن الآن لا أشعر بذلك، وحتى الصلوات في المسجد لم أعد أصليها، حتى الجمعة لم أعد أصليها، أصلي في المنزل، ودائما أشعر بالفراغ، وتبلد المشاعر، وأحيانا الأعراض تتبدل إلى الملل والضيق، وأنا الآن مقلع عن الإباحية منذ 6 أيام، والفترة الأخيرة خففت منها بشكل كبير، و-إن شاء الله- لن أعود إليها أبدا.

وأنا لم أعد أعلم ماذا أفعل؟ وغير مقتنع بالأدوية، لأني سمعت أنها تؤدي إلى أضرار كثيرة، وسمعت أن العلاج السلوكي مكلف وغالي الثمن، وأنا ليس لدي القدرة على ذلك، فماذا أفعل؟ جربت طرقا كثيرة للخروج من هذا الموضوع، مثل الالتزام بصلاة الجماعة، والخروج وتغيير الجو، والمشي والرياضة، وإشغال البال بأي شيء، لكن بدون فائدة.

أتمنى أن تصفوا لي دواء، مع تحديد الجرعة، والوقت المناسب للتوقف عنه، لأني لا أريد استخدام الدواء بشكل دائم للأبد، أتمنى الرد.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

أخي: الذي يظهر لي أنك لديك شيء من عسر المزاج المتصل، وهذا ناتج بسبب نمط حياتك -مع احترامي الشديد لشخصك الكريم- فالإباحية تفتت النفس، خاصة بالنسبة لذوي الضمائر الحية، الذين لديهم شفرة الفضيلة متأصلة في ذواتهم، فحين يقومون بهذا الفعل الشنيع تتصادم المنظومة الأخلاقية الداخلية مع الإباحية، وهذا يؤدي طبعا إلى عسر المزاج وإلى الاكتئاب، الإنسان لا يمكن أن يجمع المتناقضات، هذا أمر مفروغ منه، فأنت -الحمد لله- كنت ملتزما بالصلاة، وكنت حقيقة على الطريق السليم، وبعد ذلك ظهر أمر الإباحية هذه، فلا يمكن أبدا أن نجمع بين الأشياء المتناقضة في حيز فكري إنساني واحد، أنا أعتقد أنك ضحية لهذه التناقضات الحياتية.

فيا أيها الفاضل الكريم: الأمر واضح، الحق بين، يجب أن تغلق كل المنافذ والأبواب التي تدخلك على الشر، على الإباحية وغيرها، ولا تجعل للشيطان سبيلا إلى نفسك، اذهب إلى المسجد -أيها الفاضل الكريم- تحتسب الأجر، وتلتقي بالمصلين، والصلاة عظيمة؛ لأنها هي اللحظة الوحيدة التي يختلي الإنسان حقيقة فيها مع ربه، عظيمة جدا.

فأنا أدعوك حقيقة لهذه التغيرات الحياتية الإيجابية، وأنت -الحمد لله- لديك الاستبصار ولديك القدرة، ولديك التجربة الإيجابية. هذا هو العلاج السلوكي، ليس أكثر من ذلك، أضف إليه ممارسة الرياضة، أضف إليه تجنب السهر، أضف إليه بناء صداقات إيجابية، أضف إليه أن تكون حريصا جدا على القيام بالواجبات الاجتماعية، تشارك أصدقاءك أفراحهم وأتراحهم، وتزور المرضى، وتصل رحمك، وتكون شخصا فعالا في أسرتك، وعليك بالاطلاع حتى وإن حرمت من التعليم الأكاديمي المنتظم، عليك أن تكثر من الاطلاع للأشياء المفيدة، عليك مجالسة الصالحين من الشباب، هذا كله علاج، وعلاج فعال جدا.

أما بالنسبة للدواء: عقار مثل الـ (فلوكستين) ليس غالي الثمن أبدا، توجد منتجات تجارية في بلادكم أحسب أنها جيدة، الاسم التجاري الكبير للفلوكستين هو الـ (بروزاك) لكن ربما تجده تحت مسمى (فلوزاك) أو مسمى تجاري آخر، وأنت تحتاج لكبسولة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم تجعلها كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناول الدواء، لن تحس بأي آثار جانبية، لأنه دواء جيد، نظيف، غير إدماني، وغير تعودي.

هذا هو الذي أنصحك به، وأسأل الله لك العافية والشفاء، والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات