كيف أتخلص من ضعفي وخجلي والوساوس؟

0 23

السؤال

السلام عليكم.

سوف أدخل بموضوع مشكلتي بشكل مباشر.

أنا أعاني من الوسواس القهري منذ زمن طويل، ولقد تعودت على أفكاره ووساوسه، أنتصر عليه تارة وأنتكس تارة، ولكني وصلت لوضع نفسي تعيس، وتركيزي صفر، لدرجة أنه ليس لدي قوة على الكلام، وأحس بالتعب.

أما المشكلة الثانية:
فشخصيتي جدا ضعيفة، وخجول أثناء التجمعات؛ فعندما أذهب إلى الجامعة أبحث عن شخص أعرفه لكي أرتاح، وغالبا أظن أن مظهري ليس جيدا، حتى أثناء المحاضرات، لا أتحدث أو أتناقش، فبمجرد أن أجلس أكون كالجماد؛ بانتظار انتهاء المحاضرة، حتى مع أصدقائي، لا أتحدث كثيرا، وأحس بالضعف، فما الحل؟

أرجو النصيحة، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:


مرحبا بك في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لك دوام الصحة والعافية.

أولا: نقول لك: إن الوسواس القهري من الاضطرابات النفسية العصابية، والتي قد يكون الشخص مستبصرا بها، وتظهر أعراضه في شكل أفكار وسواسية، أو أفعال قهرية وسواسية، تحدث نوعا من القلق والتوتر في حالة عدم الاستجابة لها، وقد يعلم صاحبها بأنها أفكار غير منطقية أو غير عقلانية، ولكنه مجبر على اتباعها وطاعتها.

ثانيا: لم توضح لنا طبيعة الوساوس القهرية التي تعاني منها، هل هي وساوس فكرية أم أفعال؟ وما هي الطقوس التي تقوم بها؛ لأن ذلك يساعد في وضع العلاج السلوكي الذي يناسبها.

وبصورة عامة فإن علاج الوسواس القهري يكون في التدريب على تحمل القلق الناتج عن الفكرة الوسواسية، أو الفعل القهري الوسواسي، والبحث عن الطمأنة، والتشبث بالسلوكيات الآمنة لا يحل المشكلة، أما التجاهل والتحقير للفكرة، وعدم فتح حوار معها قد يساعد في إضعافها، وكذلك مواجهة الموقف وعدم الاستجابة للسلوكيات القهرية قد يحدث القلق والتوتر، ولكن الاستمرار في تحمل القلق يقلل من قوة السلوك القهري بالتدريج.

فكما ذكرت أنك أحيانا تنتصر عليها وأحيانا تنتصر عليك، ولكن كن دائما مقاوما لها، فإن شاء الله ستأتي أكلها أو ثمرتها بمرور الوقت.

ثالثا: بالنسبة لموضوع الخجل أو عدم المناقشة في المحاضرات، والبحث عن من تعرفه دون التعرض للغرباء: فهذا الأمر يحتاج منك إلى تغيير مفهومك عن نفسك، ويحتاج منك إلى زيادة ثقتك بنفسك، كما يحتاج منك إلى تدريب عملي، أو الخوض في المناقشات الاجتماعية بصورة تدريجية.

ولابد أن تضع قاعدة نسميها (من لا يخطئ لا يتعلم)، أو (التعلم بالأخطاء)، هذه القاعدة ضعها أمامك دائما، ولا تكن ضمن الذين لا يتعلمون، وهم الذين يغلب عليهم الخجل والاستحياء، والذين يتكبرون عن العلم والتعلم.

فحاول كسر الحاجز النفسي بالمشاركة في حلقات نقاش مصغرة بين من تثق فيهم، وبين من هم دونك سنا ومعرفة، ثم تدرج وابدأ بطرح الأسئلة على مستمعيك أو مشاهديك، وعلق على كلام الآخرين بجمل قصيرة، حتى ولو كنت في المحاضرة، وتعمد ذلك حتى ولو كنت تعلم إجابة السؤال، تعمد ذلك كلما أتيحت لك الفرصة؛ فإن ذلك سيقلل من القلق والتوتر الذي ينتابك عندما تناقش أو عندما تسأل الآخرين في أي موضوع كان.

وأنت مؤهل -إن شاء الله- بأن تقضي على هذه المشكلة، ولكن بالتدريب وبالممارسة، وستشعر بالتحسن إن شاء الله بصورة تدريجية، لأن ذلك هو عبارة عن حاجز نفسي، وإن شاء الله ستتغلب عليه، ونسأل الله سبحانه وتعالى لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات