هل أقبل بخطبة شاب لا ينجب؟

0 469

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا سيدة مطلقة عمري 35 سنة، وقد تعرفت مؤخرا على إنسان طيب، وأحسبه على خلق ودين إن شاء الله، هو صريح وواضح، ومن أسرة كريمة، ورجل بمعنى الكلمة في زمن عز فيه الرجال، وهو يحبني بكل جوارحه، وأنا كذلك، أشعر تجاهه براحة شديدة، وأعتقد أنني قد بدأت أحبه، إن لم أكن قد أحببته بالفعل، وقد حضر إلى منزلنا وتعرف على والدتي وإخوتي، والكل مرتاح له ولشخصيته، ويشجعونني على الارتباط به.

إذن فما هي المشكلة؟ المشكلة أنه لفرط صراحته وأمانته قد اعترف لي أنه ليس قادرا على الإنجاب، رغم أنه قد سبق له الإنجاب فيما مضى، ولكنه تعرض لمرض ألم به أفقده القدرة على الإنجاب، وأنا كأي امرأة أتمنى أن يكون لي طفل، لأنني ليس لدي أبناء.

نسيت أن أقول لكم: إن لدي إعاقة بسيطة بسبب إصابتي في صغري بشلل أطفال، مما أدى إلى حدوث قصر بسيط في إحدى ساقي، وبالطبع أثر ذلك على استواء العمود الفقري، ومن المؤكد أن لدي مشكلة بالحوض؛ لأن الطبيبة سبق وأن أخبرتني أنني لن أستطيع أن ألد بشكل طبيعي في حالة حدوث الحمل، وإنما لابد من عملية قيصرية.

كما أنني أعرف أن إحدى قناتي فالوب لدي مسدودة، مما يعني أن أحد المبايض وظيفيا لا يعمل، وأنا أعرف أن قدرتي على الإنجاب قد انخفضت كأي امرأة في مثل سني، فضلا عن مشكلة القناة المسدودة، وقد حلفني هذا الإنسان الفاضل بألا أخبر أحدا بهذا السر الذي أخبرني به، ولذا فأنا لا أستطيع أن أشاور أمي أو أي أحد من أهلي أو أصدقائي، ولا زلت عاجزة عن اتخاذ أي قرار.

فبماذا تنصحونني وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هالة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإن المسلمة إذا عجزت عن اتخاذ قرار وتحيرت، فإنها تستخير ربها القهار، وتكثر من الدعاء والاستغفار، وتشاور من تثق فيها من العاقلات والأخيار من محارمها والكبار، وإذا كانت مشاعر الود موجودة وسمعة الرجل طيبة وكذلك دينه، فليس للمتحابين مثل النكاح، ونحن نتمنى حسم الأمر في أسرع وقت حتى تكون العلاقة شرعية، ولا أظن أن في مناقشة التفاصيل مصلحة، ولست أدري متى وكيف تتحدثون؟ لأن الرجل لازال أجنبيا عنك لا يصح أن يخلو بك ولا أن يخرج معك وحدك، ولا أن يتوسع في العبارات العاطفية، وكل علاقة لا تحتكم إلى ضوابط الشريعة تكون خصما على سعادة الزوجين مستقبلا.

وإذا كانت عندك بعض الإعاقات وكان عند الرجل بعض المشاكل التي تحول بينه وبين الإنجاب، فلماذا لا ننظر للإيجابيات ونغض الطرف عن السلبيات ونتم مراسيم الزواج، وننتظر التوفيق من رب الأرض والسماوات الذي بيده ملكوت كل شيء، فسبحان الكريم صاحب الهبات واهب البنين والبنات.

وليس كل من رزق الأولاد نال السعد والدرجات، وكم من طفل أذاق والديه مرارة الكفر والحسرات. وأرجو أن نعلم أن السعادة لا تنال إلا بالذكر والطاعات، وبالرضى بقسمة رب الأرض والسماوات، وبالقناعة بالقليل وبشكر من وزع الأرزاق والدرجات فوهب البنين مع البنات، وحرم من العافية والدريهمات، أو منح العقل والفهم وأعظم به وسيلة للكمالات، أو منح الدين لمن أحب وذاك والله أعظم الهبات.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات