السؤال
السلام عليكم.
عمري ٢١ سنة، مسلمة -والحمد لله-، أحببت شابا منذ ٤ سنوات، وكنت دائما في صلاتي، وهذا واجب علي، وأعلم بأن حبي له خطأ، ولكنني لا أستطيع الابتعاد عنه، لم ألمسه أو أقابله، فكل ذلك كان عبر النت، ولم يكن بكلامنا أي شيء فاحش سوى حبه لي، وكان يعدني بالزواج، وكنا سنخطب عما قريب، رغم حالته المادية السيئة، فكنت أواسيه، وصبرت معه كثيرا، ولم يقدر لي هذا، فقد تفاجأت بأنه تغير، وعندما سألته، قال بأنه يحب غيري، فتركته، وقد كان هو أول وآخر شاب؛ لأنني تبت إلى الله، وقد رفضت الكثير من الشبان، وكانت حالتهم المادية جيدة جدا، ومن عوائل معروفة عندنا من أجله هو!
أريد أن أعرف ما حكم هذا الشخص الذي خذلني، وكانت ثقتي به كبيرة، ولم أعطها لأحد من قبل، كيف سيعاقبه الله في الدنيا وفي الآخرة؟
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فضة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا العزيزة- في استشارات إسلام ويب.
نسأل الله بأسمائه وصفاته أن يقدر لك الخير حيث كان، ويرزقك الزوج الصالح الذي تقر به عينك وتسكن إليه نفسك.
ونصيحتنا لك - أيتها البنت العزيزة - أن تطوي صفحة الماضي ولا تتوقفي عندها كثيرا، وأن تتوجهي باهتمامك وأملك فيما تستقبليه من أيام عمرك، وتجتهدي فيما يجلب لك السعادة في حياتك الدنيوية والأخروية، فإن وصية النبي -صلى الله عليه وسلم- العظيمة قال فيها: (احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز).
والحرص على النفع - أيتها البنت العزيزة - يقتضي منك أن تتوجهي بكل قواك العقلية والنفسية والبدنية نحو بناء حياتك بناء صحيحا، واستغلال عمرك ووقتك وقواك فيما يعود عليك بالنفع، وألا يشغلك الشيطان بالحزن على ما فات وعلى ما كان من هذا الشاب؛ فإن الشيطان حريص كل الحرص على أن تعيشي حزينة كئيبة، كما قال الله في كتابه الكريم: {إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا}، والحزن والندم على الفائت لا يفيد شيئا.
وإذا كان هذا الشاب قد وعدك وأخلف في الميعاد، فحسابه على الله سبحانه وتعالى إن كان قاصدا الكذب عليك من أول الأمر.
وقد أحسنت - أيتها البنت العزيزة - حين وقفت عند حدود الله تعالى في علاقتك به، فلم تقابليه، ولم تمكنيه من لمسك، ولم تتكلمي معه بكلام فاحش، فوقوفك عند حدود الله تعالى لن يجلب لك إلا الخير والسعادة.
وكوني على ثقة تامة من أن الله سبحانه وتعالى أرحم بك من نفسك، وأعلم بمصالحك، وأنه سبحانه وتعالى ربما قدر لك أن يفارقك هذا الشاب لأن الخير لك في أن يفارقك، فما يدريك أن سعادتك كانت ستكون معه، وما يدريك أنه سيكون هو الرجل المناسب الذي تستقر حياتك معه، فكم من فتاة حرصت كل الحرص على الزواج بشاب ثم ذاقت ألوان المعاناة والعذاب معه بعد ذلك، وانتهت حياتها الزوجية بالفراق رغم كثرة المآسي التي تعرضت لها، فلو تفكرت في هذا المعنى جيدا لأيقنت أن الله سبحانه وتعالى ربما صرفه عنك لعلمه سبحانه بأن الخير لك في أن يذهب عنك ويخرج من حياتك، فكوني واثقة بحسن تدبير الله تعالى.
المهم - أيتها البنت العزيزة - هو أن تكون علاقتك بالله تعالى علاقة جيدة، وثيقة، فإذا كانت كذلك فإنه سبحانه وتعالى لن يضيعك ولن يتركك، فقد قال سبحانه وتعالى: {ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب}.
فأكثري من الاستغفار والتوبة، فإنهما مفتاح الرزق، وخذي بالأسباب التي تعينك على الزواج، وذلك بالتعرف على النساء الصالحات والفتيات الطيبات، فهن خير عون لك في البحث عن الرجل المناسب، واستعيني بمن يمكن له إعانتك من أقاربك الذكور، من الإخوة والأعمام والأخوال ونحوهم، وفوضي أمورك إلى الله سبحانه وتعالى، وستجدين منه سبحانه وتعالى الخلف والتعويض عن كل فائت.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يقدر لك الخير حيث كان.