الصرع سبب لي اكتئاباً حاداً وحياتي متوقفة بسببه.

0 35

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب، عمري 35 سنة، مصاب بمرض الصرع منذ أن كنت طفلا، ولا أعمل ليومنا هذا بسبب التشنجات التي تحصل لي، ولم أستطع الزواج بسبب ضيق الرزق، مما سبب لي اكتئابا حادا، وأصبحت لا أغادر المنزل، ولا أحب مواجهة الناس، وهذا ما جعلني التجئ إلى العادة السرية لإفراغ شهوتي، فأرجو النصيحة إن كان ذلك ممكنا.

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ زاكي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أخي الفاضل- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك سؤالك المقتضب هذا.

حقيقة آلمني سؤالك، لأن مرض الصرع أو النوبات الاختلاجية لم يعد لغزا، وإنما هو مرض عصبي بسبب الشحنة الكهربائية الزائدة في الدماغ، مما يسبب التشنجات والاختلاجات التي يتعرض لها المصاب بالصرع، ولكن علاج هذا الصرع –أو النوبات الاختلاجية هذه– أصبح ممكنا جدا ومتيسرا، ويمكن أن يصل إلى حد يضبط ويمنع هذه النوبات بشكل كامل.

أنا أستغرب حقيقة؛ هل تم تشخيص الصرع على يد طبيب أعصاب، وهل وصف لك الأدوية؟ العادة أننا يمكن أن نبدأ بأحد الأدوية المضادة لنوبات الاختلاج الصرعية، ولكن يمكن أن نضيف دواء آخر، نزيد الجرعة، نعدل الجرعة، حتى نصل إلى الجرعة المناسبة المثالية التي تضبط هذه النوبات، إن لم يكن بشكل كامل فإننا نضبطها إلى حد كبير، مما يسمح للإنسان أن يتابع حياته العادية، سواء الدراسة أو العمل، وكأنه غير مصاب بالصرع.

لذلك آلمني حقيقة سؤالك أنك تعاني من الصرع منذ طفولتك، وأنت الآن في عمر 35 عاما، ولم تعمل، ولا تخرج من البيت، ولم تتزوج بسبب هذا المرض، وكل هذا كان يمكن تجاوزه عن طريق العلاج، والرسول الحبيب -صلى الله عليه وسلم- يعلمنا بقوله: (تداووا عباد الله، فإن الله لم ينزل داء إلا وقد أنزل له شفاء، إلا الهرم). وقال: (تداووا، فإن الله لم ينزل داء، إلا أنزل له شفاء، علمه من علمه، وجهله من جهله)، وقال: (لكل داء دواء، فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله عز وجل)، والصرع هو أحد الأمراض القابلة للعلاج.

فأرجو منك –أخي الفاضل– أن تنتبه الآن أن الموضوع ليس موضوع العادة السرية أو البقاء في البيت، بل أن لب الموضوع هو أن تذهب دون تأخير أو تردد إلى أخصائي بالأمراض العصبية، ليؤكد التشخيص (الصرع) ويبدو أنه هكذا، ولكن ليبدأ معك الخطة العلاجية بوصف الأدوية الفعالة، مما يعينك على أن تستعيد حياتك بعيدا عن الاكتئاب والأمور الأخرى التي اشتكيت منها في سؤالك.

أدعو الله تعالى أن يشرح صدرك، وييسر أمرك، وييسر لك الوصول إلى طبيب الأخصائي العصبية، لتبدأ العلاج، وتعيش حياة طبيعية أو قريبة من الحياة الطبيعية.

مواد ذات صلة

الاستشارات