السؤال
زوجي يسافر أسبوعين وأحيانا أكثر بسبب طبيعة عمله؛ لأنه ضابط بالجيش، لدي بعض الأسئلة أرجو إجابتها:
1- كيفية التعامل عند سفره، مع وخوفي عليه ولحظات الفراق أثناء رحيله بالنسبة لي ولأطفالي؟ وكيف أعوضهم عند غيابه لأكون كافية لاحتياجاتهم؟
2- هل أذهب في فترة غيابه لوالدتي بالأطفال أم أبقى بمنزلي؟ لأن عندي قلقا حول تعلق الأطفال بمنزل الجدة، سواء أم زوجي أو أمي، فقد يكرهون منزلنا الأساسي، ومن أجل أن أكون ضيفة خفيفة، ويكون شوقهم لأولادي بنفس مقدار شوقهم لباقي الأحفاد.
3- ما الطريقة للتخلص من خوفي الشديد على الأطفال؟ وما هو العمر المناسب الذي يتم تعويدهم فيه على النزول والاعتماد على أنفسهم؟ أرجو أن يوجد مرجع لتربية الأطفال خاصة في هذا الجيل وهذا العصر.
نسألكم الدعاء لي ولزوجي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونحيي هذا الوفاء والحرص على الزوج، والرغبة في إصلاح الأبناء وتهيئة البيئة الصالحة لتربيتهم، هذا دليل على كمال العقل والنضج، ونسأل الله أن يعينك على الخير.
أول ما نذكرك به، أن تتوجهي إلى الله تبارك وتعالى، فإن صلاح الأبناء وهدايتهم، وهدايتنا جميعا بيده سبحانه وتعالى، ونسأل الله أن يهدينا جميعا، وأن يصلح لنا ولكم النية والذرية.
لا شك أن سفر الزوج يزعج الزوجة، ولكن طالما كان السفر هذه المدة المحدودة لأسبوع أو أسبوعين أو ثلاثة، ثم يعود، فأرجو أن تتكيفوا مع هذا الوضع، وتشتغلي في غيابه أولا بالطاعات، وبتطوير ما عندك من المهارات والعلوم الشرعية والمهارات الحياتية، وتحاولي أيضا أن تهتمي بأبنائك، ويبدو أنهم في سن صغيرة، وكنا نتمنى أن نعرف فئتهم العمرية وعددهم، لأن هذا يعيننا، لأن التربية الآن ترتبط بالمراحل العمرية.
قضية الذهاب للجدة، نحن نؤيد فكرة أن يرتبط الأطفال ببيتهم الأصلي، وألا يحرموا كذلك من الذهاب إلى الجدات، وهذه أيضا من الأمور المهمة، فهم بحاجة إلى بيت ليأخذوا فيه راحتهم، وبحاجة أيضا إلى هذا التواصل مع الأجيال الذين يتواصلون فيه مع الجدات، وطبعا الخالات والعمات، كل هذا يفيد هؤلاء الصغار، وكذلك الأخوال والأعمام، فهم بحاجة إلى أن يرتبطوا بهؤلاء جميعا.
نقترح عليك أولا وضع خطة متفق عليها مع الزوج، ثم الحرص أيضا على أن يكون الأبناء لهم وجود في بيتهم الذي يأخذون فيه راحتهم، ولا تحرميهم أبدا، ولا تقصري في زيارتهم لجداتهم ولأهلهم -كما أشرت-.
أما بالنسبة للخوف الشديد عليهم: فهذا لا نريده، وأخطر من ذلك أن يظهر للأطفال أن الأم تخاف عليهم، فهذا يفقدهم الأمان، ويضعف ثقتهم في أنفسهم، ولذلك أرجو أن تدركي أن الله هو الحافظ، وأن هؤلاء الأطفال الصغار يحفظهم ربنا الحفيظ سبحانه وتعالى، بل يحفظ الذين فقدوا آباءهم، هناك أطفال فقدوا الأب والأم، وحفظهم ربنا الحفيظ سبحانه وتعالى، لذلك ينبغي أن تقوي إيمانك بالله، وتوكلك على الله تبارك وتعالى.
بالنسبة للنزول وحدهم أو شراء أشياء وحدهم، هذه طبعا ترتبط بطبيعة المكان، وجوده بمسافة قريبة من أهلهم، من ناحية الأم أو ناحية الأب، ووجود الأمن في المكان، هذه كلها أمور لا نستطيع أن نحكم عليها.
لذلك نتمنى أن تتواصلي مع الموقع مرة ثانية، ونطلب منك ذكر أعمار الأطفال، ووصف البيئة التي تعيشين فيها، من حيث المتاجر التي سيذهبون إليها، من حيث البيئة المعروفة، المسافة التي بينك وبين جداتهم -سواء كان من ناحيتك أو من ناحية والدهم- الثقافة التربوية بالنسبة لك، ثقافة المجتمع الذي أنت فيه، ولكن على كل حال: الموازنة مطلوبة، فالحرص الزائد الشديد مرفوض، كذلك التهاون مرفوض، والاعتدال هو المطلوب، وهذا - كما قلنا - يرتبط بأعمار الأطفال وبالبيئة التي أنت فيها.
أما كتب التربية فهي كثيرة، طبعا من أشهرها (تربية الأولاد في الإسلام) لعبد الله ناصح علوان، وأيضا كتاب (الطفل في الإسلام) لعدنان باحارث، يعني هناك مؤلفات كثيرة في هذا المجال، لكن إذا حددت الأعمار فسوف نحدد لك ما يناسب الفئات العمرية.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يصلح لنا ولكم النية والذرية، وهذا دعاء لك ولزوجك، ونحن نشكر لك الحقيقة فكرة السؤال وهذا الهم الذي تقومين بحمله، وأيضا الأفكار الرائعة التي تحاولين فيها أن تربطي الأطفال ببيئتهم؛ فإن وجودهم مع الجدات مفيد، لكن الوجود الزائد ربما يجعل الجدة تؤثر، وقد تتدخل في القيم التي نريد أن نربي عليها من باب الشفقة الزائدة والعطف الزائد والدلال الزائد لأحفادها.
نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.