قلة نوم وقلق وتوتر بعد الولادة، فما الحل؟

0 38

السؤال

السلام عليكم.

أشكركم على هذا الموقع الرائع؛ فقد استفدت كثيرا من المواضيع المشابهة لحالتي.

بعد ولادتي ب٦ أشهر، أصبت بقلة النوم، وكان النوم يقل يوما بعد يوم إلى أن اختفى، ولا أستطيع النوم أبدا، مع الإحساس بالقلق والتوتر، وشد في الأعصاب، مع العلم أني استخدمت شريحة مانعة للحمل قبل الحادثة بشهرين، وبعد المعاناة ذهبت لطبيب نفسي، وكان تشخصه لحالتي بالأرق، ووصف لي مرزاجن نصف حبة، وقد داومت على تناولها لمدة شهرين، وحاليا أتناول ربع حبة، وقد مضى على تناولي مرزاجن ٦ أشهر.

القلق خف كثيرا، ولكن لم يزل، وأشد ما يكون قبل النوم، مع صداع شديد خلف الرأس بسبب مرزاجن، وقد حاولت إيقاف الدواء، ولكني لم أستطع، فقد أتعبني الصداع جدا جدا، وأريد التوقف عن العلاج والرجوع للنوم بشكل طبيعي، فهل هذا ممكن؟

وهل شريحة منع الحمل لها علاقة باضطراب النوم أم أن التربية هي سبب الاضطراب؟ فلا يوجد من يساعدني!

أرجو تشخيص حالتي، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Sara حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في استشارات إسلام ويب، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

طبعا اضطرابات النوم وقلة النوم على وجه الخصوص لها أسباب متعددة، فهنالك أسباب نفسية، وهنالك أسباب عضوية، والأسباب النفسية هي الشائعة في مثل عمرك، ومن أهم الأسباب: القلق والتوترات والاكتئاب البسيط، والقلق التوقعي، والوسوسة، والمخاوف، وفي بعض الأحيان نمط الحياة، نمط الحياة إذا كان فيه شيء من السلبية - وخاصة فيما يتعلق بتنظيم الساعة البيولوجية المسؤولة عن تنظيم النوم -، فمثلا بعض الناس يميلون للسهر ليلا وينامون نهارا، والبعض يتناول كميات كبيرة من الكافيين، كالشاي والقهوة بعد الساعة الرابعة مساء، والبعض يتناول أطعمة دسمة ليلا، وهكذا...

أنا طبعا لا أقول أنك تنطبق عليك هذه الأشياء، لكن وددت أن أذكرها على العموم من أجل الاستفادة.

بالنسبة لك: طبعا فترة النفاس نحن نعتبرها تسعة أشهر إلى سنة، هذا من مفهوم الطب النفسي، حيث إن هذه الفترة تعتبر فترة هشاشة نفسية إلى درجة كبيرة.

من المعلوم طبعا أن اكتئاب ما بعد الولادة يحدث في الشهر الأول من الأسبوع الثالث بعد الولادة، لذا أنت -والحمد لله- قد تعديت هذه المرحلة، وأعتقد أن الذي حدث لك هو قلق وليس أكثر من ذلك.

لكن بما أنه لديك أيضا صداع شديد - كما تفضلت - يفضل أن تجري بعض الفحوصات الطبية، اذهبي إلى الطبيب - طبيب الأسرة، أو الطبيب الباطني، أو طبيب الأعصاب - لتجري الفحوصات الطبية الأساسية، تأكدي من مستوى الدم، ومستوى السكر، ووظائف الكبد، ووظائف الكلى، ووظائف الغدة الدرقية، ومستوى فيتامين (D) وفيتامين (B12)، هذه فحوصات أساسية.

وإن كان هذا الصداع مرتبطا أيضا بمرض في الأسنان أو في الجيوب الأنفية أو في النظر أو الأذنين؛ هذا أيضا يجب أن يتم فحصه.

وهنالك أشياء بسيطة جدا قد تثير الصداع، طبعا منها: القلق والتوتر، والنوم في وضعيات خاطئة، مثلا ينام الإنسان على مخدتين أو أكثر، أيضا النوم على البطن، أو النوم على الظهر؛ هذا ليس محمودا، والنوم يجب أن يكون على الشق الأيمن.

نصيحتي لك هو أن تتبعي الإرشادات السلوكية الصحيحة، بأن:
- تتجنبي النوم النهاري.
- أن تثبتي وقت النوم ليلا.
- وأن تتجنبي السهر.
- أن تمارسي بعض التمارين الرياضية الصباحية أفضل.
- وأن تتدربي على تمارين الاسترخاء، تمارين التنفس المتدرجة على وجه الخصوص مفيدة جدا، وتوجد برامج كثيرة على اليوتيوب توضح كيفية ممارسة هذه التمارين.
- طبعا الحرص على أذكار النوم مهم جدا، فيجب أن تحرصي على كل ذلك.

بالنسبة لاستعمال شريحة منع الحمل: لا أعتقد أن هناك علاقة مع اضطراب النوم، وعليك أن تحسني إدارة وقتك، وأن تكوني إيجابية في تفكيرك ومشاعرك، هذا كله ينعكس إيجابا على صحتك النومية.

بالنسبة لعقار (مرزاجن Mirzagen) وهو الـ (ميرتازابين Mirtazapine) لا بأس أن تستمري عليه، فهو ليس دواء إدمانيا، وأنا أريد أن أدعمه بعلاج آخر مضاد للقلق، العلاج الآخر هو (دوجماتيل Dogmatil)، والذي يعرف علميا باسم (سولبيريد Sulpiride) أريدك أن تتناوليه بجرعة خمسين مليجراما في الصباح لمدة شهرين، ثم تتوقفي عن تناوله، واستمري على الميرتازابين كما ذكرت لك، وبعد انقضاء ثلاثة أشهر من الآن - وهذه ليست طويلة - اجعلي ربع الحبة يوما بعد يوم لمدة عشرة أيام، ثم توقفي عنه.

لكن لابد أن تكون البدائل العلاجية غير الدوائية التي تحدثنا عنها سلفا جزءا من منهج حياتك، هذا مهم جدا.

الـ (سولبيريد) دواء ممتاز لعلاج القلق، وفي بعض الأحيان قد يرفع من هرمون الحليب قليلا، لكن الجرعة التي وصفناها لك هي جرعة صغيرة ولمدة قصيرة، ولا أعتقد أنه سوف يكون هنالك أي ضرر أو آثار جانبية من هذا الدواء.

أنا أعتقد أن أمر اضطراب النوم لديك لا علاقة له بالتربية، هي فترة النفاس فيها شيء من القلق النفسي، وكما أن نمط الحياة لابد أن يكون إيجابيا على الأسس التي تحدثنا عنها. هذا هو التشخيص والعلاج.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات