السؤال
السلام عليكم.
بداية جزاكم الله خيرا على ما تقدمونه من استشارات ونصائح لمتابعيكم.
أنا أبلغ من العمر ٣٦ عاما، مشكلتي هي: الوسواس القهري مثلا: أعيد تكرار أمر ما أكثر من مرة مع معرفتي بتفاهة الأمر، ولكن لا أستطيع منع نفسي فمثلا: كنت أكلم زوجتي في الهاتف وتهيأ لي أنني قلت لفظ الطلاق، مع معرفتي أنه لم يحدث، ولكنه لا زال ينغص على حياتي، وهكذا باقي الأمور.
والآن زاد على الأمر الخوف من المرض إذا أصبت بأي ألم، أول ما يتبادر إلى ذهني أنه مرض خطير، علمت أن التيتانوس مميت فإذا أصبت بأي جرح تبدأ الوساوس والأوهام، مع أنني منذ فترة لم أكن كذلك، أما الوسواس فإنه مصاحب لي منذ الثانوية، وأظن أنه انتقل لي من أمي؛ لأنها كذلك، لكن أنا بشكل أشد، ولولا أن الله من علي بأذكار الصباح والمساء لذهب عقلي.
أصبت قبل ذلك بنوبتي هلع مرة منذ ١٢ سنة، وأخرى منذ ٧ أشهر، لكني لاحظت أنني أستطيع التعامل بشكل جيد مع الوساوس التي هي بعيدة عن المرض والموت، فمثلا أنا لا ألتفت لوساوس الوضوء، أو العقيدة، أو غيرها، لكن إذا كانت الوساوس بمرض أو موت لا أستطيع التعامل معها.
ثانيا: الحمد لله إذا تعبت وطمأنني الطبيب تنتهي الوساوس بشكل كبير، ويصبح التعامل معها أسهل.
ثالثا: أصبحت أقلق لأسباب تافهة، مثل: رقم هاتف لا أعرفه.
إن أمكن أنا لا أريد علاجا كيميائيا، بل أريد علاجا سلوكيا، جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يسري حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك - أخي الفاضل - عبر إسلام ويب، ونشكر لك جزيل ثنائك وشكرك على ما يقدمه هذا الموقع من استشارات ونصائح.
أخي الفاضل: نعم من الواضح أن لديك فهما جيدا للوسواس القهري بما يأتي به من أفكار قهرية لاإرادية، أنت تعلم أنها غير واقعية وغير منطقية، إلا أنك لا تستطيع ردها، فتأتي إليك رغما عنك، ولذلك تسمى بالأفكار القهرية، ونعم كما ورد في سؤالك قد تأخذ هذه الأفكار القهرية عددا من الأشكال، مما له علاقة بالصلاة والعقيدة والدين بشكل عام، وقد تكون بما له علاقة بالتشكيك ببعض الكلمات أو أرقام الهواتف أو غيرها، مما يجعل الإنسان يشك فيما إذا كان قال كلمات معينة أو لم يقلها.
أخي الفاضل: هناك طرق لعلاج الوسواس القهري، إذا كان شديدا أو متوسطا:
- عادة ننصح بأحد الأدوية التي تخفف هذه الأعراض، ولكن طالما أنك لا تريد علاجا كيميائيا أو دوائيا فهناك أيضا العلاج السلوكي.
- العلاج السلوكي عن طريق جلسات مع طبيب نفسي أو أخصائي نفسي، بعدة جلسات، تقدر من ست إلى ثمان جلسات بالمتوسط، يستعمل معك أسلوب العلاج المعرفي السلوكي، مما يساعدك على التعرف على الأفكار السلبية التي تحتاج إلى تعديل وتغيير، الأمر الذي يحصل مع تقدم جلسات العلاج هذه.
- وإلا فالطريقة الثالثة كما تفعل أنت مع الأفكار المتعلقة بالوضوء والصلاة حيث تقاومها، فعليك أيضا أن تقاوم الأفكار القهرية المتعلقة بالمرض والموت، كما فعلت بأفكار الوضوء والعقيدة والصلاة وغيرها.
أدعو الله تعالى لك أن يشرح صدرك وييسر أمرك، ويعينك على تجاوز ما أنت فيه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.