السؤال
السلام عليكم
دكتور محمد عبد العليم أبشرك أن أموري أفضل، فقد بدأت أحافظ عل الصلاة في المسجد، وأقرأ القرآن والأذكار، ونومي جيد، ومن ناحية الاكتئاب أيضا صار أقل.
لكن يا دكتور أتعبتني حالة منذ سنة، وهي أني منذ أن أستيقظ من النوم ألف بالسيارة لمدة ساعة أو ساعة ونصف، وأشعر أني مجبر، أي أني لا أتحكم في تصرفاتي، مع أني لا أريد الخروج بسبب الزحمة، وأشعر بتوتر وعصبية، ولكن أخرج إجباريا، وألف بالسيارة إلى أن أشعر بالصداع والتوتر.
بدأت أشعر أنه هوس بسيط، وعلاجي الآن سبرالكس 10 وسركويل 300، إذا ترى أنه هوس يا دكتور ف(المكتال) سبب لي حساسية، و(الديباكين) ثقل لساني، وجربت سابقا (الترايبتال) وكان ممتازا، وليس له أعراض جانبية، فما الجرعة المناسبة؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأنا طبعا سعيد ومسرور جدا أن أعرف أن حالتك أفضل بكثير، وأنك -الحمد لله تعالى- أصبحت أكثر التزاما على الصلاة في المسجد، وقراءة القرآن والأذكار، وأن نومك قد تحسن، أسأل الله تعالى يا أخي أن يزيدك من فضله، ويزيدنا جميعا، والحمد لله تعالى على أنك انتهجت هذا المنهج، والذي إن شاء الله تعالى تجد من خلاله خيري الدنيا والآخرة.
أخي: طبعا العرض الذي تحدثت عنه وهو أنك تقود السيارة لمدة ساعة وساعة ونصف بعد الاستيقاظ من النوم، هذا يجب أن تتعامل معه كعرض سخيف، والإنسان إذا حقر الشيء مهما كانت درجة الاندفاع الوسواسي سوف يضعف هذا الوسواس.
أخي: هذا نوع من النمط الوسواسي، الذي يجب أن تحقره، ويجب أن تقاومه، ويجب أن تستبدله بأفعال أخرى، قل لنفسك مثلا: (بعد أن أستيقظ من النوم، سوف أؤدي صلاتي، أقوم ببعض التمارين الإحمائية، وسأقرأ وردا من القرآن، وأقرأ أذكار الصباح) هذا يا أخي يكون بديلا.
إذا تحقير الفكرة ومقاومتها هو الأمر الأساسي، وعلى المستوى الفكري: قطعا هذا فعل قبيح ويجب أن يستبدل. هذا هو العلاج، ويعرف أن هذه الاجترارات والاندفاعات الوسواسية النمطية بعد أن يقاومها الإنسان سوف يحس بشيء من القلق والتوتر، لكن هذا يختفي خلال ثلاث إلى أربعة أيام، وأنا سأعدل لك الأدوية، وإن شاء الله تعالى تكون مريحة لك.
أتفق معك أن الـ (تريليبتال Trileptal) دواء جيد، وليس هنالك ما يمنع أبدا أن تتناوله بالجرعة التي كنت تتناولها سابقا، وأعتقد أنك ربما لا تحتاج لعقار (سيبرالكس Cipralex)، ربما تناول الـ (سيروكسات Seroxat CR) بجرعة 12,5 مليجراما سيكون أفضل، لأن السيروكسات – والذي يعرف علميا باسم باروكستين Paroxetine – أكثر قوة فيما يتعلق بعلاج الوسواس القهري، كما أنه لا يدفع الإنسان أبدا لأي نوع من القطب الانشراحي.
أخي الكريم: الـ (سيروكويل Seroquel) بجرعة ثلاثمائة مليجرام هذا رائع جدا، وتضيف إليه التريليبتال، وتستبدل السيبرالكس بالسيروكسات CR، هذا هو الأنسب، والتريليبتال تناوله بنفس الجرعة التي كنت تتناولها سابقا، ويفضل أن تبني الجرعة تدريجيا، مائة مليجرام مثلا يوميا، وبعد ذلك مائتا مليجرام، وهكذا، وهو بالفعل ليس له آثار جانبية، والحمد لله على ذلك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.