لدي توهم من الأمراض ووسواس من الأدوية.

0 37

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

منذ مدة 4 سنوات تأتيني نوبات هلع متفاوتة، لكن تجاوزتها بفضل الله، وتعاملت معها، ومنذ فترة قصيرة رجعت بصفة أقوى من ذي قبل، وصرت أشعر بوساوس شديدة، وأتوهم الأمراض، وأخاف من الأدوية، وصرت أحس بعدم القدرة على التنفس وطوال اليوم الأفكار السلبية في دماغي، وليس عندي مشكلة في النوم، لكن طوال النهار أفكر في ضيق التنفس، وبأني سأختنق، وهذا بسبب مشاكل في البيت وضغط كبير في العمل؛ لأني مغترب لست في بلدي.

منذ يومين كلمت الطبيب النفسي، ووصف لي olanzapin وfluoxetin لمدة شهر، وشخص حالتي باضطراب ثنائي القطب طفيف، وقرأت أن fluoxetin لأمراض الذهان، وصرت متخوفا من الدواء، مع أني سألته إن كان بالإمكان أن يعالجني بعلاج سلوكي معرفي، فأخبرني أنه في حالتي لا يوجد علاج سلوكي معرفي.

صارت مخاوفي أن أصاب بالجنون، أو أن تتحول المخاوف النفسية لأمراض حقيقية.

أرجو المساعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خليل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أخي: أول ما أبشرك به ما دمت تقيم في دولة قطر؛ فخدمات الطب النفسي التابعة لمؤسسة حمد الطبية خدمات ممتازة جدا، ويمكن أن تراجع الطبيب مرة أخرى. هذا من ناحية.

من ناحية أخرى: الـ (فلوكستين Fluoxetin) ليس مضادا للذهان، هو مضاد للاكتئاب، ومضاد للوساوس، لكن الـ (أولانزابين Olanzapin) هو مضاد للذهان، لكن كثيرا ما يعطى أيضا كمثبت للمزاج، وذلك في حالة الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، فالطبيب ما دام قد ذكر لك أنه أعطاك إياه لذلك السبب فهذا أعتقد أنه قرار معقول جدا، وكما ذكرت لك المتابعة الطبية مهمة جدا خاصة في مجال الطب النفسي.

أخي الكريم: احرص على حالة مراجعاتك مع طبيبك، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى العلاج السلوكي المعرفي -يا أخي- يمكن أن يكون علاجا سلوكيا عاما، بأن يحقر الإنسان الفكرة السخيفة خاصة الفكرة الوسواسية، لا تحاور الوسواس ولا تناقش الوسواس، وتجاهل الوسواس، هذا يا أخي كله علاج، وحتى التوهم المرضي يجب أن تعطي نفسك إشارات إيجابية لماذا أتوهم الأمراض؟
قل أنا -الحمد لله- بخير، نحن في رعاية الله، لماذا أخاف من الأدوية، هي نعم من نعم الله، نعم يجب أن أكون حذرا ومنضبطا فيما يتعلق بتناول الأدوية، الدواء الذي يصفه الطبيب لا بد أن ألتزم به. فأجري مع نفسك - حفظك الله - هذه الحوارات النفسية الداخلية، فهي مهمة جدا.

الضيق في التنفس -يا أخي-: سببه التوتر العضلي الداخلي، وكما تحتقن الأنف تحتقن النفس، والتوتر النفسي الناتج من القلق يؤدي إلى توتر عضلي، وأكثر عضلات الجسد التي تتأثر هي عضلات القفص الصدري.

لذا نجد كثير من الأخوة القلقين المتوترين يحسون بها في التنفس، والاختناق، ومنهم من يخاف ويصاب بالهرع، ويعتقد أنه لديه علة في القلب، لا، هذا مجرد قلق توتري أدى إلى توتر عضلي، وهذا نعالجه من خلال ممارسة تمارين الاسترخاء، وتمارين التنفس المتدرجة، وتمارين قبض العضلات وشدها ثم استرخائها، هذه مفيدة جدا، ويمكن للطبيب النفسي الذي تراجعه أن يحولك إلى الأخصائي النفسي.

الذي سيقوم بتدريبك على تمارين الاسترخاء، وأيضا إسلام ويب أعدت استشارة رقمها (2136015) يمكنك الرجوع إليها والاستعانة بها، والاطلاع على تفاصيلها بكل دقة، وتطبيق ما ورد فيها، ستجد منها فائدة كبيرة جدا.

أخي: إذا العلاج السلوكي علاج معرفي بسيط: التفكير الإيجابي، وتحقير ما هو سلبي، الوسواس وخلافه، المشاعر الإيجابية، حسن إدارة الوقت، التواصل الاجتماعي، ممارسة الرياضة، الحرص على العبادات خاصة الصلاة في وقتها، الترفيه عن النفس بما هو طيب وجميل، وألا تخاف -يا أخي- أبدا حول المستقبل ولا الحاضر.

المستقبل بيد الله، والحاضر بيد الله، ودائما نحن نقول أن الإنسان له القدرة والقوة على أن يدير حاضره بصورة أفضل، بشرط ألا يعيش في ضعف الماضي، أنت -يا أخي- مررت بصعوبات نفسية فيما مضى وتجاوزتها، وستتجاوز هذه أيضا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات