السؤال
السلام عليكم.
لدي صديق يثق في رأيي، ولكنني لم أعرف كيف أنصحه، فأرسلت إليكم لأسألكم.
لدي صديق تعرفى على امرأة آسيوية، وأحبا بعضهما، وارتضى دينها وشكلها، وهي كذا معجبة به وبتدينه، وقد اعترفت له فيما بعد بأن أهلها متعصبون لدينهم، وأنها قد هربت بدينها؛ لأنهم سيقتلونها إن علموا بذلك، فهربت للعيش عند أسرة مسلمة، وقامت هذه الأسرة بدورها بتزويجها لرجل، أنجب منها طفلين، ولكنه كان يعذبها، وفي تلك الأثناء علمت أسرتها بأنها صارت مسلمة، وهناك بدأت حرب بين العائلتين، وحاولوا الضغط عليها لتغير دينها، وقد سافرت المرأة مع طفليها، اللذين أصبح عمرهما: 8 و 9 سنوات، وحاليا هي تدرس الصيدلة.
الفتاة -حسب كلام صديقي- أحبته فعلا، والآن هي في حال أفضل، تعمل وتدرس صيدلة، وحياتها أصبحت أفضل.
صديقي الآن يشعر بمشاعر مختلطة بين الحب والتضحية والشفقة، كما أن الأهل لن يوافقوا على ذلك إطلاقا، فما رأيكم بزواج صديقي من هذه الآسيوية؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام بأمر هذا الصديق، ونحيي حسن عرضك للسؤال، ونسأل الله أن يقدر له وللفتاة المذكورة الخير، ثم يرضيهم به.
لا شك أن هذا الأمر يحتاج إلى وقفات طويلة جدا، وإلى معرفة الصديق بنفسه، وقدرته على إسعاد الفتاة المذكورة، وتجاوز الأزمات التي تواجهه من خلال الأسرة، وأول ما نوصي به هو إيقاف هذه العلاقة حتى توضع في مسارها الشرعي، فنحن لا نريد أن تتعلق النفوس ببعضها أكثر دون أن يكون هناك أمر واضح في أمر إكمال هذه المراسيم، ودون أن يكون أيضا غطاء شرعي لهذه العلاقة الحاصلة بينه وبين الفتاة المذكورة.
إذا نجح في أن يتزوج هذه الفتاة، فالأجر عظيم، والثواب عظيم جدا عند الله تبارك وتعالى، ولكن الموازنة في هذا الأمر من الأهمية بمكان؛ فالإنسان لا يستطيع أن يخسر أهله وأسرته، وسيأتي بأطفال لهم أخوال، ولهم أعمام، ولهم اتصال بهذه الفتاة، رضينا أم أبينا، مهما كان الدين الذي ينتمي إليه أهلها، وبالتالي هذه الأمور ينبغي أن تؤخذ بكافة أبعادها.
أيضا مسألة كون لها أطفال، وكونها تزوجت من قبل، هذه الأمور قد تصعب مهمة هذا الأخ في التعامل مع أهله.
وعليه أرجو أولا –كما أشرنا– أن يوقفوا العلاقة حتى توضع في إطارها الشرعي، ثم يعرض الفكرة على أهله، ويطلب مساعدة الدعاة، والفضلاء، والحكماء من أهله الذين يمكن أن يؤثروا، فإن وجد منهم موافقة، وتشجيعا، وتأييدا، وقبولا، فإنه يكمل، وإلا فنحن لا نؤيد فكرة أن يبني بيتا ليهدم علاقته مع أسرته، وعليه أن يستشير، ويستخير.
كما ننتظر منكم مزيدا من التوضيحات: كفارق العمر بينهما، وأيضا إلى أي مدى يمكن أن يكون مستعدا نفسيا للقبول بعد أن سمع المعلومات الجديدة التي كانت خافية عليه، والتي أخفتها الفتاة في البداية، ثم ذكرتها بعد ذلك.
أيضا كيف سيتجاوز الأعراف الموجودة عندنا، والتي تصعب على الإنسان غير المتزوج لأول مرة أن يتزوج من فتاة كانت متزوجة، ولها أطفال كبار في سنهم؟
عموما نحتاج إلى أن يدرس الموضوع، ويحاول أن يتفهم ردة الفعل المتوقعة من أهله، وأن يجتهد كذلك في إقناعهم، ونسأل الله تبارك وتعالى له ولها الخير، ثم يرضيهم به، ونكرر لك الشكر، ونسعد بمتابعة هذا الموضوع معنا؛ حتى نضع سويا النقاط على الحروف.
بارك الله فيكم، وأسأل الله يقدر لنا جميعا الخير، ثم يرضينا به.