السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عمر ابنتي 15 سنة، تتعالج من الوسواس القهري الفكري منذ حوالي خمسة شهور، الطبيب وصف لها أنافرنيل 25 قرصين في اليوم، وكانت تتناول معه أميبرامين، بدأ يسبب لها حكة في الجلد وهرشا، الطبيب طلب إيقاف الأميبرامين، سألت حضراتكم قبل ذلك وقلتم لا يصح الجمع بين النوعين، فهل يمكن إفادتي بعلاج مكمل آخر ويكون آمنا ومناسبا مع أنافرنيل؟ ابنتي تدرس ومتحمسة للمذاكرة -الحمد لله-، وأريد علاجا لا يسبب النوم والدوخة، مع العلم أن الأعراض تحسنت بنسبة 70%، من ناحية التفكير الزائد والتدقيق، والعصبية المفرطة، والحركات القهرية، ومازال لديها نتف الشعر واستخدام الدبوس حول الأظافر عند المذاكرة أو التفكير في شيء، وأحيانا تفكر بعد ما وقفت أميبرامين وليس كثيرا، وإلى الآن عندها اكتناز للأشياء وتمسك شديد بأشيائها القديمة ورفض التغيير.
شكرا مقدما، وجزاكم الله خير الجزاء.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم هنا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى العافية والشفاء لهذه الابنة.
طبعا الـ (أنفرانيل Anafranil) دواء جيد ويناسب عمر هذه الفتاة تماما، وهو من أفضل مضادات الوساوس القهرية، بالفعل تحتاج لدواء تدعيمي آخر، والـ (إميبرامين Imipramine) ليس الدواء المناسب مع احترامنا الشديد لمن وصفه لها، لأنه حقيقة قريب من الأنفرانيل، وفي ذات الوقت ليس له فائدة فيما يتعلق بعلاج الوساوس القهرية.
الدواء الذي سيكون مناسبا جدا لهذه الابنة هو عقار (سيرترالين Sertraline) والذي يعرف تجاريا باسم (لوسترال Lustral)، ويسمى أيضا (زولفت Zoloft)، وفي مصر أيضا يسمى (موادبكس Moodapex)، وهي تحتاج إلى جرعة صغيرة، وهي حبة واحدة في اليوم، لكن يجب أن تبدأ بنصف حبة -خمسة وعشرين مليجراما- يوميا، تتناولها نهارا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك تجعلها حبة واحدة كاملة -خمسين مليجراما-، وتستمر عليها على الأقل لمدة ستة أشهر.
من وجهة نظري هذه الجرعة ستكون جرعة كافية، جرعة سليمة جدا، وسوف يحدث نوعا من التعاضد والدعم الإيجابي ما بين السيرترالين والأنفرانيل، ولا يوجد أي تعارض من هذه الناحية.
جرعة السيرترالين الكلية هي أربع حبات في اليوم، لكن هذه البنية لا تحتاج لأكثر من حبة واحدة، حيث أنها تتناول الأنفرانيل.
أنا ذكرت أنه يفضل تناول السيرترالين نهارا، لكن إذا سبب لها أي نوع من النعاس يمكن أن تتناوله ليلا، السيرترالين عادة لا يسبب النعاس، لكن سبحان الله بعض الناس قد يشتكون من النعاس، وقلة من الناس قد يشتكي أنه قد سبب لهم يقظة زائدة نسبيا، وفي هذه الحالة لا توجد أي مشكلة، نقول لهم: تناولوه صباحا، هذا بالنسبة للأدوية.
أما بالنسبة للعلاجات الأخرى فنحن يجب أن نتيح لها فرصة التعبير عن ذاتها، ونساعدها في تنظيم وقتها، ومن الأشياء المهمة هي أن تتجنب السهر، دعيها تمارس أي رياضة تناسب الفتاة المسلمة، تطبيق أيضا تمارين الاسترخاء أمر مهم جدا ومفيد جدا، وتوجد برامج كثيرة على اليوتيوب توضح كيفية ممارسة تمارين الاسترخاء، تمارين الاسترخاء تقلل جدا من القلق والتوتر الداخلي، ونعرف أن الشحنات الرئيسية للوسواس القهري حقيقة تتغذى من خلال القلق.
بخلاف ذلك أنا أعتقد أنه لا توجد أي مشكلة، وحتى نتف الشعر يجب أن تكون أكثر صرامة مع نفسها، ويجب أن تستبدل هذا الفعل بفعل آخر، يعني مثلا: حين تحس بالحاجة الشديدة في نتف شعرها يمكن أن تحرك يدها نحو رأسها كأنها تريد أن تنتف شعرها، لكن لا تنتف، بل تنزع يدها بشدة وقوة، وتقوم مثلا بتناول شيء بيدها، أو تقوم مثلا بالضرب على يدها على سطح صلب كسطح الطاولة مثلا، بهذه الكيفية –أيتها الفاضلة الكريمة– يصرف انتباهها عن موضوع نتف الشعر، وتتعامل مع موضوع الدبوس بنفس هذه الكيفية.
أسأل الله لها العافية والشفاء والتوفيق والسداد.