السؤال
السلام عليكم.
أنا مغتربة في مصر مع زوجي، وابنتي عمرها 8 سنوات، أنا متعلمة -والحمد لله-، وكنت موظفة وتركت وظيفتي فور حملي؛ لأتفرغ لتربية ابنتي، ولكن الحال ضاق بنا كثيرا، وأنا الآن محتارة هل أبحث عن عمل أم لا؟ أم أكتفي بالبقاء في البيت، والدعاء بالرزق، وألتفت للتربية ولشؤون منزلي؟
علما أن العمل سيضطرني لترك ابنتي وحيدة في المنزل، والمعروف أن العمل في بلادنا طويل، وبالتالي سأقصر في التربية وبواجباتي كزوجة وربة منزل، أرشدوني أثابكم الله.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم أحمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا وأختنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك فكرة السؤال، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يقر أعيننا وأعينكم بصلاح العيال.
لا شك أن وجود الأم مع طفلتها أو مع طفلها في المراحل الأولى من العمر من الأهمية بمكان، وهذا دور عظيم، وله تأثير هام جدا في حياة الإنسان بعد ذلك، وأهم السنوات في حياة الأطفال هي الخمس سنوات الأولى التي يحتاج فيها إلى قرب الأم، وكذلك لابد أن يكون للوالد حضور، لكن الأساس في التربية هي الأم.
وشكرا لك على الاهتمام بأمر التربية لهذه الدرجة، ونتمنى أن تستمري في العناية بالطفلة الصغيرة، مع محاولة البحث عن أعمال (أون لاين) عن بعد، أو البحث عن أعمال يدوية تستطيعين من داخل البيت أن تساهمي بها، فإن الإنسان يستطيع أن يبتكر وظائف كثيرة، وهذا من الأمور المهمة، ولكننا نرجح فكرة البقاء مع الطفلة، ونسأل الله أن يعين زوجك، وأن ييسر لكم صعوبات الحياة، وأن يلهمكم السداد والرشاد.
فالمهم إذا البقاء في البيت، لكن مع تطوير مهاراتك في العمل، مع البحث عن أعمال عن بعد، والبحث عن أعمال يدوية، حتى ولو تصنع المرأة شيئا وتبيعه؛ هذا كان موجودا عند سلف الأمة الكرام، بل زينب بنت جحش كانت تصنع وتبيع وتتصدق، أو تتصدق من عمل يدها رضي الله عنها وأرضاها.
فبارك الله فيك، ونسأل الله أن يصلح لنا ولكم النية والذرية، ونسأل الله أن يعينك على القيام بالوظائف، وأن ينبت هذه البنية نباتا حسنا، وأن يلهمنا رشدنا، وأن يعيذنا من شرور أنفسنا.