السؤال
السلام عليكم.
ابني عمره ٣ سنوات، تأخر في الكلام، وقد أجرينا له فحص السمع، وظهر لديه ضعف في السمع فقط، ولا يعاني من عوارض التوحد.
ففي عمر الـ٢ و٧ أشهر بدأ بنطق بعض الكلمات: بابا، ماما، وتيتى، ونينى، والآن في عمر الـ٣ سنوات بدأ يقول ما يريد، لكنه يقول نصف الكلمة إذا كانت طويلة، مثل: banana يقولها نانا، أو happy يقولها: ppy.
الحمد الله أنه كل يوم أصبح يقول عدة كلمات، أيضا لا يتحدث معنا بما فعل اليوم في المدرسة، أو أي محادثة، فكيف أساعد ابني على تركيب الجمل أو التحدث معنا؟
ملاحظة: لم أضع ابني في الحضانة بسبب الكورونا، وأيضا معالجة النطق لم تفدنا أبدا؛ لأنها قالت لنا بأنه يجب محادثة الطفل، والتكلم معه عن التفاصيل، ونحن كنا نقول له كل شيء بالتفصيل، ولم يفلح الأمر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -أخي الفاضل- عبر إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال حول طفلك، أقر الله به عيونكم.
أخي الفاضل: أحمد الله تعالى أنكم وجدتم أن طفلكم هذا لا يعاني من التوحد، فهذا أمر طيب -ولله الحمد-.
والأمر الثاني: من العادة أن يتأخر النطق عند بعض الأطفال، وقد يتأخر لفظ الكلمات بشكل كامل أو بشكل محدود عند بعض الأطفال، والجيد أن طفلك هذا بدأ يستعمل العديد من الكلمات، ومعظم الأطفال الذين يتأخر عندهم الكلام أو النطق أو المفردات ينمون ويتجاوزون هذا من دون أن يترك عندهم آثارا سلبية طويلة الأمد.
أخي الفاضل: الذي أنصح به هي الأمور التالية:
أولا: أن تتحدثوا مع الطفل بشكل طبيعي، لا تبالغوا، ولا تقللوا، بالقدر الكافي، ودون الإشارة من قريب أو بعيد إلى أن نطقه غير سليم، أو أن تعابيره ناقصة، أو أنه يعاني من مشكلة تأخر الكلام وكذا، فهذا يمكن أن يصيبه بمشكلة أخرى، وهي: ضعف ثقته بنفسه، وارتباكه في الحياة. فإذا تعاملوه بشكل طبيعي، وكأنه لا يعاني من تأخر النطق.
النقطة الثانية: عندما يلفظ كلمة ناقصة أو غير مكتملة، لا تصححها له، وإنما أنت اذكر الكلمة بالشكل الصحيح في حياتك معه، استعمل الكلمة بالشكل المناسب، فإذا قال مثلا: (nana) قل (banana)، وإن كان هو يلفظ نصفها وليس كلها.
الأمر الثالث: تحدثوا معه بشكل طبيعي، صحيح أن الكلام تأخر عنده، إلا أنه يسجل في دماغه كل ما يسمع من كلمات ومفردات ومحادثات.
النقطة الأخيرة التي أريد أن أذكرها: لا بأس في وضعه في حضانة الأطفال؛ فإن هذا يتيح له فرصة اللعب والحديث مع أطفال في مثل عمره، وهذا يمكن أن يختصر لكم الزمن، فما يمكن أن يتعلمه منكم في شهر يمكن أن يتعلمه من أقرانه في أسبوع، فهذا أمر طيب.
بالإضافة إلى أن اللعب مع الأطفال الآخرين في الروضة يتيح لكم أمران:
الأمر الأول: أن هذا يعطيه فرصة لينمو عاطفيا واجتماعيا بالتواصل بغير الكلام أيضا مع الآخرين.
الأمر الثاني: يعطيكم أنتم في البيت فسحة أو بعض الوقت بدون الطفل لتقوموا بأمور أخرى في حياتكم.
أدعو الله تعالى أن ييسر الأمر، ويطلق لسانه بالشكل المناسب، ولكن لابد من الصبر في مثل هذه الحالات، وأنا متأكد بإذن الله سبحانه وتعالى أنه سينمو ويتطور التطور الطبيعي.