السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شخص أعاني من وسواس الطهارة، سواء المذي أو المني، أو انتقال النجاسة في الأماكن، مثل: مقابض الباب، أو صنبور الماء، فهل هي تنتقل؟
سألت الكثير من أهل العلم، فطلبوا مني مراجعة طبيب نفسي، ففعلت، لكني لم أستفد، لا أعرف متى يخرج المذي، لكني أترك جميع صلواتي إذا كنت في العمل، ثم أرجع إلى البيت، وأغسل ملابسي الداخلية، وأتأكد من طهارتها، ثم أصلي ما فاتني من الصلوات، أما بالنسبة للمني، إذا نزل على الفراش، فهل هو نجس؟ هل القضيب نجس؟
علما أني لا ألمسه مباشرة، ولا أجففه من الماء، خوفا أن تنتقل النجاسة إلى المنشفة، أرجو أن الرد علي، ولا تحولوني إلى فتوى أخرى؛ لأني قرأتها كلها.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك – ولدنا الحبيب – في استشارات إسلام ويب.
أولا: نسأل الله تعالى بأسمائه وصفاته أن يشفيك من هذه الوساوس ويصرفها عنك.
ثانيا: اعلم جيدا –أيها الولد الحبيب– أن هذه الوساوس إذا تسلطت عليك واستمرت، فإنها ستوقعك في مشقات كبيرة، والله سبحانه وتعالى يريد بك اليسر ولا يريد لك الحرج والمشقة والعناء، ولهذا قال في آية الوضوء: {ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون}.
فالطهارة في الإسلام أمرها سهل يسير، لا تحتاج إلى كل هذا العناء الذي تفكر أنت به، والشيطان حريص على أن يبغض إليك العبادة ويصعبها ويثقلها عليك لتتركها، وهذا ما وقعت فيه بالفعل، فأنت تؤخر الصلوات عن وقتها لترجع إلى البيت وتصليها بحسب ظنك بعد أدائك للطهارة، وهذا خطأ عظيم جرك إليه الشيطان فاستجبت له، والله تعالى يغضب ممن يفعل هذا، ولا يرضاه منه، ولكنه يرضى بأن تؤدي الصلاة في وقتها، وتتطهر بما تقدر عليه دون اللجوء إلى كل هذه المشاق والتفاعل مع هذه الوساوس.
فينبغي أن تعلم أن الأشياء كلها طاهرة، إلا النجاسات فقط التي حكم الشرع عليها بالنجاسة، أما الأبواب والثياب وغير ذلك فالأصل أنها طاهرة، ولا يمكن أن نحكم عليها بأنها تنجست إلا إذا تيقنا يقينا جازما بوصول النجاسة إليها، فكل ما تجده من وساوس بأن المقابض والأبواب وغير ذلك تنجست كله أوهام ووساوس، عليك أن تستعيذ بالله سبحانه وتعالى منها، وتتعامل مع هذه الأشياء على أنها طاهرة، ولا تحكم أبدا بأنه قد خرج منك مذي بمجرد توهم أنه قد خرج منك، أو لشكك أنه قد خرج منك.
فهذا هو دواء الوساوس، دواء الوسوسة أن تعرض عنها تماما ولا تتفاعل معها، ولا تبحث حتى عن إجابات لأسئلتها، فإذا فعلت ذلك، فإن الله تعالى سيصرفها عنك.
نسأل الله تعالى أن يأخذ بيدك إلى ما فيه الخير.