هل التوتر عندما يكون في جمع كبير يعد رهاباً؟

0 34

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

حقيقة لا أدري إن كنت أعاني من الرهاب أم لا! فأنا طالب جامعي، والأول على دفعتي بتقدير امتياز، في بعض الأحيان أكون جريئا، وأستطيع التحدث، وأتوسط للآخرين، ودائما أكون أول من يقوم بالتحدث والمشاورة مع المحاضرين ورؤساء الأقسام، بصفتي القائد للمجموعة؛ نظرا لما أمتلكه من علم، وسلوك، وأدب، وفصاحة في اللسان.

لكن ما أعاني منه هو التحدث أمام عدد من الناس، أي أمام أكثر من 30 شخصا، فأرتبك قليلا، وأتعرق، وأقوم بحركات لا إرادية كهز الرجلين، ولكن أستطيع ضبط نفسي نوعا ما.

اليوم قال المحاضر للطلاب: من منكم يستطيع الخروج والتحدث عن المحاضرة السابقة وشرحها؟
لم يتبرع أحد سواي، فرفعت يدي من بين عشرات الطلاب، نظرا لثقتي بنفسي، كما أني أريد تعزيزها، ولكني توترت قليلا، وتعرقت، وشرحت المحاضرة السابقة بشكل سريع، علما بأني لم أحضرها!

فهل أنا أعاني من الرهاب؟ وما علاجه؟ أرجو منكم النصح والإرشاد، وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لك دوام الصحة والعافية.

أولا: نقول لك إن هناك قلقا صحيا وقلقا مرضيا، فالقلق الصحي: هو الذي يعمل كمحفز لإنجاز المهام، وبدونه يصبح الشخص خاملا عاجزا عن تأدية أي مهمة توكل إليه، أما القلق المرضي: فهو الذي يعطل قدرات الفرد إذا كانت درجته عالية؛ بحيث لا يستطيع الشخص تجويد الأداء بصورة أفضل؛ نتيجة لتضخيم الموقف، أو نتيجة لإعطاء الموقف حجما أكبر من حجمه.

ثانيا: لا بد أن تضع نفسك في دور المتعلم الذي يمكن أن يخطئ ويصيب، خاصة وأنك طالب في المستوى الجامعي، وهي المرحلة التي تعد فيها نفسك للمستقبل، وهي المرحلة التي تتدرب فيها، وتصقل فيها خبراتك المعرفية والسلوكية، ومن الطبيعي أن تشعر فيها بالقلق والتوتر عند مواجهة عدد كبير من الناس، ولكن يعتبر ذلك نقطة البداية لممارسة مهارة الخطابة التي يمكن أن تتعلمها بالتدريب والمواجهة.

فالمحاولة التي قمت بها تعتبر محاولة ناجحة، وقد لا يستطيع كثير من زملائك القيام بها، أو قد يتردد بعضهم في القيام بها، وإذا تكررت مثل هذه المواقف بالتأكيد ستختفي الأعراض الجسدية التي شعرت بها في التجربة السابقة.

وتذكر أنه ليس كل خطيب أو متحدث أجاد الخطابة أو الحديث أمام الناس من أول مرة، إنما بعد ممارسات عديدة، وأنت ستكون مؤهلا -إن شاء الله- لإتقان ذلك؛ لأنك تتمتع بصفات قيادية، يمكن أن تستفيد منها في مجتمع الجامعة أو خارج مجتمع الجامعة؛ مما يزيد من ثقتك بنفسك بصورة سريعة، وتتخطى الحواجز الوهمية -بإذن الله تعالى-.

فلا نقول لك إن ما تعانيه هو مشكلة كبيرة، إنما هي مشكلة صغيرة، ويمكن أن تعالجها أنت بنفسك بالممارسة وبالمواجهة المستمرة، فحاول أن تقوم بأعمال تطوعية مع الآخرين، أو حاول أن تقوم بتدريس أي محاضرات أو دروس لمن هم دونك في المستوى التعليمي، وهذا سيساعدك كثيرا في زيادة الثقة بالنفس، وبالتالي ستزيد من مهاراتك الخطابية، وستتغلب -بإذن الله سبحانه وتعالى- على المشكلة؛ لأنك مؤهل أن تقوم بالمهام التي توكل إليك.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقك ويسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات