السؤال
السلام عليكم
قبل ثلاث سنوات كنت أعاني من اضطرابات نفسية، وراجعت طبيبا نفسيا عدة مرات، وصارت حالتي تقريبا أفضل، لكن ليس مثل السابق، وآخر المستجدات نزلت لعبة اسمها لودو أو دومنو، عندما أنفعل في اللعبة أشتم الناس، وأرجع أندم، كلما حاولت أن أتمالك نفسي، لا فائدة، قل لي ما أعمل الآن؟ هل هناك إثم علي، فحالتي الشخصية تميل إلى المثالية، فما الحل؟ أرجو الإجابة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أيمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لك دوام الصحة والعافية.
أولا: الحمد لله أنك تعافيت وتشافيت من الاضطراب النفسي الذي كنت تعاني منه، وينبغي المحافظة على صحتك لمواصلة مسيرة تعليمك بصورة جيدة، والابتعاد عن كل ما يسبب الانتكاسة.
ثانيا: الغضب نوع من الانفعالات يمكن أن ينتاب أي شخص، ولكن هناك غضب محمود وغضب مذموم، فالمحمود هو الذي يظهر على الشخص عندما تنتهك حرمات الله، وفي حالات نصرة المظلوم، وغيرها من الحالات التي ترضي الله تعالى، أما الغضب المذموم فهو الذي يحدث نتيجة لمواقف لا تستحق الغضب والانفعال في موضوع اللعب أو اللهو.
ثالثا: ضبط الغضب يحتاج منك إلى تمرين وتدريب، ولذلك ينبغي أن تركز أولا على الأسباب التي تدفعك إلى الشتم والسب، وهل الأمر يحتاج لهذا النوع من ردة الفعل؟ فهل إذا خسرت في اللعبة هل خسرت الدنيا كلها؟ وهل هذا له صلة بأعمال الآخرة؟ أم هو عبارة عن لعب ولهو تضيع فيه وقتك، إذ أن الكسب في هذه اللعبة ليس له معنى، ولا فائدة تجنى منه، ويمكن أن يعتبر مدخلا من مداخل الشيطان، ويمكن أن يتسبب هذا الشتم في تفاقم المشكلة، ويحدث ما لا تحمد عقباه، فيندم الشخص ندما شديدا على ما حدث.
فنقول لك – أيها الأخ الكريم -: إن الوقاية خير من العلاج، فحاول الاستفادة من هذا الوقت في فعل الطاعات؛ لأنك مسؤول عنه يوم القيامة، مسؤول عن هذا الوقت الذي ضاع، فلا تضيع وقت الصلاة خاصة بسبب اللعب، ولا تضيع عمرك في اللعب، واشغل نفسك فيما يفيد، واتل القرآن وتعلمه، فإن خيركم من تعلم القرآن وعلمه، ونسأل الله تعالى أن يوفقك لما فيه الخير، ويحفظك من كل سوء.