أعاني من ألم في فم المعدة عند التجشؤ، هل يمكن أن يكون الألم من القلب؟

0 39

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب، أبلغ من العمر 26 سنة، أعاني من ألم في فم المعدة عند التجشؤ، وحموضة تزداد عند التجشؤ، وقبل عامين ونصف أجريت تحاليل، ورسم القلب وإيكو، وكان كل شيء سليما، والآن تراودني أفكار سيئة ووسواس الأمراض القلبية.

وأخاف أن يكون ألم فم المعدة من القلب، وأجريت رسم القلب قبل شهرين، وكان سليما أيضا، علما أني كنت خائفا جدا.

وسؤالي هو: هل من الممكن إصابتي بمرض في قلبي خلال عامين ونصف؟ وهل علي الذهاب لأخصائي القلب؟

مع العلم أني أعاني من نوبات الهلع والقولون العصبي منذ 7 سنوات، وقد أكد لي الطبيب العام عدم إصابتي بأمراض القلب.

ملاحظة: ذهبت لأخصائي القلب مرتين المرة الأولى في عمر 17 سنة، والمرة الأخرى قبل عامين ونصف.

أرجو الإجابة على سؤالي في أقرب وقت ممكن، وشكرا لكم، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هيثم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا علاقة بين مشكلتك وأمراض القلب، لا من قريب ولا من بعيد، خصوصا وأنت شاب في العشرينات من العمر، ولم يسبق لك الإصابة بأمراض القلب.

والأمر مرتبط بإصابة المعدة بالجرثومة الحلزونية h-pylori، والتي تؤدي إلى الغثيان والحموضة والتجشؤ والشرغة ليلا، مع ضيق التنفس وبحة الصوت؛ بسبب وصول عصارة المعدة إلى الحلق، وإذا كنت مدخنا فإن المشكلة تكون مزدوجة؛ حيث يؤدي التدخين إلى عسر الهضم والتهاب المعدة والحموضة.

ويمكنك عمل تحليل البراز للبحث عن تلك الجرثومة من خلال فحص h-pylori antigen، وفي حال تشخيص الجرثومة، فلها علاج يسمى العلاج الثلاثي، معروف لدى الأطباء، يمكنك تناوله لمدة 14 يوما، ثم إعادة تحليل الجرثومة بعد 4 أسابيع من انتهاء العلاج.

مما يساعد في علاج جرثومة المعدة تناول وجبات خفيفة ومتكررة، لا تحتوي على مقليات وزيوت، وتناول وجبة سلطة الفواكه، والزبادي اليوناني Greek style في العشاء، وتجنب النوم مباشرة بعد الوجبة، مع أهمية تناول كبسولات بروبيوتك، وهي كبسولات بكتيريا نافعة مرتين في اليوم لعدة أسابيع، حيث تفيد في علاج الجرثومة، وفي علاج عسر الهضم.

ونوبات الهلع panic attacks: تتسم بالشعور بالضيق، وفقدان الشهية، وتسارع نبض القلب، وتسارع معدل التنفس، والتعرق، ويحدث ذلك بسبب اضطراب مستوى هرمون سيروتونين الموصل العصبي في الدماغ.

ويمكن العمل على ضبط مستواه بشكل طبيعي من خلال: ممارسة رياضة المشي، أو إحدى الرياضات الجماعية مع الأصدقاء، بالإضافة إلى الصلاة على وقتها، وبر الوالدين، وصلة الرحم، وقراءة ورد من القرآن، والقراءة عموما لما تيسر لك من كتب، والدعاء، والذكر، كل ذلك يحسن الحالة المزاجية، ويصلح النفس مع البدن.

ويمكنك البدء في تناول أحد الأدوية التي تضبط مستوى هرمون سيروتونين مثل: Prozac 40 mg، أو cipralex 20 mg، ويمكن التدرج في تناول الدواء بجرعة أقل لمدة شهر، ثم تناول الجرعات المذكورة لمدة لا تقل عن 10 شهور، ثم العودة إلى الجرعة الأقل، ثم التوقف عن تناول الدواء.

والقولون يؤثر في الحالة النفسية والمزاجية، كما أن الحالة النفسية والمزاجية المضطربة تؤثر في القولون، ومن المعروف أن غالبية إفراز هرمون سيروتونين الموصل العصبي في الدماغ يتم في القولون، ونقص ذلك الهرمون يؤدي إلى أحد الأمراض النفسية البسيطة مثل: القلق، أو التوتر، أو الخوف المرضي ونوبات الهلع.

والقولون العصبي: مرض وقائي من الدرجة الأولى؛ حيث إن تناول الغذاء الصحي، والوجبات الخفيفة والمتكررة يساعد كثيرا في الشفاء، ويمكنك تناول عصير أوراق النعناع والريحان، مع الليمون والقليل من العسل على أن يعتبر العصير الرسمي لكل أفراد الأسرة.

كما أن تناول كبسولات البكتيريا النافعة probiotic مرتين في اليوم يساعد في علاج عسر الهضم، ويخفف من مشاكل القولون، كما يمكنك تناول حبوب Duspatalin Retard والاسم العلمي (mebeverine) مرتين في اليوم فهي مهمة في علاج القولون العصبي.

وللتخلص من الشعور بالانتفاخ والغازات: يمكنك تناول ملعقة من منقوع بذور chia حيث تنقع البذور لمدة 5 ساعات في كوب ماء، ثم يتم تناولها، وكذلك يمكنك تناول ملعقة من الصمغ العربي، مع كوب من الماء، وسوف تتخلص من الغازات والشعور بالانتفاخ والإمساك، وبالتالي يتحسن القولون تماما إن شاء الله.

ونؤكد دائما على أهمية ضبط مستوى فيتامين D؛ من خلال أخذ حقنة فيتامين D3 جرعة 300000 وحدة دولية، ثم تناول كبسولات فيتامين D3 الأسبوعية جرعة 50000 وحدة دولية، كبسولة واحدة أسبوعيا لمدة 12 أسبوعا، مع الحرص على تناول مكملات غذائية مثل: حبوب ماغنسيوم جليسينات 500 مج بشكل يومي لمدة شهرين، أو أكثر، وهي موجودة في الصيدليات، وفي محلات المكملات الغذائية.

وفقك الله لما فيه الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات