أنا شاب، بعمر 17 سنة، أمارس العادة السرية، وأحاول التوبة إن شاء الله، بعد ممارسة العادة السرية والاغتسال يخرج مني سائل شفاف بشكل متكرر طول اليوم، ولا أدري ما هذا السائل!

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ تنس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

السائل الشفاف الذي يخرج بعد ممارسة العادة السرية والقذف دون أن تشعر به هو إفراز من الغدد الجنسية في مجرى القضيب من الداخل (مذي)؛ بسبب تهيجها نتيجة لممارسة العادة السرية، وليس منها ضرر، ولكن ننصح بالتوقف عن ممارسة العادة السرية؛ لتجنب آثارها الضارة على الجهاز التناسلي والبولي مستقبلا.

يحفظك الله من كل سوء.
________
انتهت إجابة د. سالم الهرموزي، استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية.
وتليها إجابة الشيخ أحمد الفودعي، المستشار الشرعي والتربوي.
________

مرحبا بك -ولدنا الحبيب- في استشارات إسلام ويب.

نسعد بتواصلك معنا، ونسأل الله تعالى أن يعينك على التخلص من هذه العادة السيئة التي أنت معتاد عليها، وننصحك -أيها الحبيب- بالأخذ بالأسباب التي تعينك على تحقيق هذا التخلص، ومن أهمها: الابتعاد عن المثيرات، سواء كانت مرئية أو مسموعة، وأن تملأ الأوقات الفارغة لديك بالأشياء النافعة من أمور الدنيا أو أمور الدين والآخرة، وأن تصاحب الأخيار، وتبحث عن الأصدقاء الطيبين، وتكثر من مجالستهم.

من الأدوية والأدوات المفيدة: الإكثار من الصيام، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء)، والوجاء يعني: الخصاء، بمعنى أنه يقطع الشهوة ويقللها؛ لأن الصوم يضيق مجاري الطعام والشراب في الإنسان.

هذه الأدوات، مع التوجه إلى الله سبحانه وتعالى وسؤاله أن يعينك على العفاف؛ كل هذا سيكون عونا لك في التخلص من هذه العادة، نسأل الله تعالى أن ييسر لك الخير.

أما ما سألت عنه بشأن السائل الشفاف الذي يتكرر خروجه: فما دمت لا تتيقن أنه مني؛ لأن المني له علامات، ومن هذه العلامات: أنه يخرج بشهوة، وبتدفق، فما دمت لا تتيقن أنه مني وتشك فعامله معاملة المذي، وأحكامه كأحكام البول، فهو في نفسه نجس، يجب عليك أن تطهر منه بدنك وثيابك إذا وقع عليها، ويوجب عليك الوضوء، فإذا كان ينقطع عنك وقتا يكفيك لأداء الصلاة قبل خروج وقتها، فعليك أن تنتظر الوقت الذي ينقطع فيه، ثم تستنجي، وتتوضأ وتصلي.

أما إذا كان دائم الخروج لا ينقطع، أو ينقطع زمنا يسيرا لا يكفيك للوضوء والصلاة قبل خروج وقت الصلاة، ونقصد بوقت الصلاة كل الوقت من أوله إلى آخره، فمثلا صلاة الظهر، أوله حين يؤذن المؤذن للظهر، وآخره حين يؤذن المؤذنون للعصر، فإذا كان لا ينقطع عنك من أذان الظهر إلى أذان العصر، لا ينقطع أو ينقطع وقتا يسيرا لا يكفيك لأن تتوضأ وتصلي، أو مضطرب الخروج، بمعنى أنك لا تدري هل ينقطع أو لا ينقطع، ففي هذه الأحوال الثلاثة يجب عليك أن تستنجي وتلف شيئا على الذكر يمنع خروج هذا السائل، وتتوضأ وتصلي قبل خروج وقت الصلاة، ولا يضرك لو خرج منك أثناء الصلاة؛ لأنك مريض، مصاب بالحدث الدائم، يعني بالانتقاض الدائم للوضوء.

هذا إذا كان على الوصف الذي ذكرناه لك من عدم الانقطاع، أما إذا كان ينقطع دقائق تكفيك لتتوضأ وتصلي، فالواجب عليك أن تنتظر ذلك الوقت وتتوضأ وتصلي.

نسأل الله تعالى لك التوفيق.