السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد استشارتكم من فضلكم.
أنا أب ولدي ابن يبلغ من العمر 13 عاما، وهو متعلق بي كثيرا إلى درجة أنه يسألني عن أبسط الأشياء وفي أي وقت، حتى في أوقات المدرسة عندما يخرج من القسم يتصل بي، ويبكي كثيرا، ويكرر الكلام عدة مرات، مثلا: يشكرني أكثر من مرة بدون سبب، حتى إن لم أفعل شيئا، ويطلب مني السماح بدون سبب حتى لو لم يفعل شيئا، حتى في الأكل يسألني هل أتناول هذا أم هذا، وكذلك الملابس!
ملاحظة: بدأ هذا الشيء منذ 20 يوما، ولاحظت أن الأمر ازداد كثيرا، هل هذا طبيعي؟ وكيف أتعامل معه؟
وشكرا لكم جميعا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ilyas حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -أخي الفاضل- عبر إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال المتعلق بولدك الذي هو في الثالثة عشر من العمر.
أخي الفاضل: طالما أن الموضوع قد بدأ منذ عشرين يوما فأنا لا أضع عنوانا لهذا الموضوع أنه أصبح شديد التعلق بك، وإنما الموضوع يشير إلى قلق عند هذا الطفل، فإذا الموضوع ليس موضوع تعلق، وإنما هو موضوع قلق وتوتر عند الطفل، فلذلك هو يطلب "التطمين" والإذن في فعل -تقريبا- كل ما يريد أن يقوم به، وطبعا ليس هذا بالأمر الطبيعي كما سألت، وإنما هو لا شك يشير لشيء آخر، ربما -والغالب هذا- يشير إلى قلق عند الطفل هذا، والذي بدأ معه منذ عشرين يوما، أو ربما أكثر بقليل، إلا أنه أصبح ظاهرا في هذا الوقت.
يا ترى ما هو سبب هذا القلق الفجائي؟ لابد أن أمرا حدث معه، سواء في البيت، أو المدرسة، أو الحي، أو غيرها.
- كيف نتصرف الآن مع هذا الوضع؟
أولا: ألا نعلق تعليقا سلبيا على سلوكه بأنه يطلب الإذن والاستئذان في كل أمر صغير أو كبير، فهذا التعليق لا يفيد، وإنما يجعل من المشكلة مشكلتين.
الأمر الثاني: يفيد الحديث معه أيضا بشكل غير مباشر، ربما أثناء اللعب معه، أو المشي معه، أو الاختلاط به بشكل ودي.
وسؤاله: كيف الأمور؟ سواء في حياته، في المدرسة، خارج المدرسة، وأن تطمئنه بأنه مهما حدث معه يمكنه أن يتحدث معك دون أن يخاف أو يتردد، وهنا لابد من أن تحافظ على هدوئك، فمهما قال لك إنه حصل معه منذ عشرين يوما أو غيرها، فمثلا: هل تعرض للتنمر من أحد الأولاد في المدرسة أو غيرها؟ أو: هل أحد تعرض له بشيء مزعج بشكل أو آخر؟
فإذا بما أن هذا الطفل في هذا السن؛ فإن تصرفه بهذه الطريقة أمر غير طبيعي، وهو في الغالب يشير إلى قلق هذا الطفل وتوتره لأمر حدث معه، والذي لا ندري ما هو، ولكن كما ذكرت يفيد الحديث معه والدردشة بأسلوب ودي، لنعرف ما الذي سبب هذا القلق الفجائي.
أدعو الله تعالى أن يقر عيونكم بابنكم هذا، وأن تعرفوا حقيقة ما يجري، وأن ييسر الله تعالى لكم الحياة الهادئة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.