استقبلت أقاربي دون حجاب مجاملة لهم، فما نصيحتكم لي؟

0 1

السؤال

أنا فتاة محجبة، وبعض أقاربي من دولة أجنبية جاؤوا لزيارتنا ومنهم شباب، ولقد تعودوا على رؤيتي دون حجاب لأنهم كانوا ضيوفا في بيتنا من قبل، وفي ذلك الوقت لم أكن محجبة، رغم أن الحجاب كان فرضا علي.

عندما جاؤوا إلينا زيارة، خرجت لأسلم عليهم دون حجاب، لكن كنت مرتدية اللباس الساتر، -لباسا خاصا بالصلاة-، ربما خرجت إليهم غير محجبة حياء منهم؛ لأنهم تعودوا على رؤيتي دون حجاب، أو ربما لأني لا أريد أن يقوموا بفهمي بشكل سيء وخاطئ؛ لأنهم يعيشون في بلد أجنبي، وثقافتهم الإسلامية محدودة جدا، أو ربما كانت نيتي إرضاءهم بالفعل، لا أعلم، ولأني مصابة بوساوس قهرية، أود أن أسأل هل فعلي هذا كفر؟

علما بأني قبل أن أخرج إليهم دون حجاب جاءتني أفكار تقول: إنك إذا خرجت إليهم هكذا، فهذا إرضاء لهم، وهذا كفر ورياء، لكني تجاهلتها. هل عندما أشك في الفعل أنه كفر، ثم أقوم بعمله يعد كفرا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمينة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك مجددا في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى أن يمن عليك بعاجل العافية والشفاء من هذه الوساوس.

الوساوس -أيتها البنت العزيزة- علاجها هو الإعراض عنها، وتحقيرها، وعدم الاشتغال بها، وعدم البحث عن إجابات لأسئلتها، وعدم التعامل والتفاعل معها بأي لون من ألوان التفاعل، هذا هو علاجها الصحيح، وهو مفيد لها -بعون الله تعالى-.

اصبري على تناول هذا الدواء، وأعرضي عنها تمام الإعراض، واعلمي أنها لا تضرك في دينك مطلقا، فإن الموسوس إنما أصابه الوسواس بسبب خوفه على دينه وتعلقه به، لهذا هو أبعد الناس عن الكفر، وأخوف الناس من الكفر، ويحاول الشيطان أن يستغل خوفه من الكفر، وفراره من الكفر ليوقعه في هذا النوع من الهم والقلق والاضطراب.

لهذا نصيحتنا لك أن تعرضي تمام الإعراض عن هذه الوساوس، وكل ما ذكرته في سؤالك من أنك تتخوفين أن يكون كفرا ليس من الكفر في شيء، ولكن التزامك بالحجاب أمام الرجال الأجانب هو فرض عليك، فيجب أن تلتزمي بالحجاب؛ لأن الله تعالى فرضه عليك، ولكن إذا وقعت في مخالفة فإن هذه المخالفة ليست كفرا، فالمعاصي ليست كفرا في اعتقاد أهل السنة، وهو الذي دل عليه القرآن الكريم، ودلت عليه أحاديث الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم، وقد قال الله سبحانه وتعالى: (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء)، فكل الذنوب دون الشرك مغفورة، وقال سبحانه وتعالى: (إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم)، فقسم الذنوب إلى أقسام.

بقي أن ننبهك في مسألة الحجاب، إلى أن الحجاب المطلوب من المرأة هو ستر جميع بدنها أمام الرجل الأجنبي، والوجه والكفان اختلف فيهما العلماء، هل هما من الزينة التي يجب على المرأة أن تسترهما أمام الرجال الأجانب، أو يجوز أن تكشف وجهها، وإذا نظر إليها الناظر، فالإثم عليه هو، فهذا محل خلاف طويل بين الفقهاء، الأولى لك أن تأخذي بالأحوط من دينك، وأن تستري جميع بدنك إذا استطعت ذلك.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يذهب عنك شر هذه الوساوس، ويصرفها عنك، ونوصيك بالمداومة على ذكر الله تعالى، وقراءة القرآن، والإكثار من الاستعاذة كلما داهمتك هذه الأفكار، وهذه هي وصاياه صلى الله عليه وسلم، لمن أصيب بشيء من الوساوس.

ونسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير.

مواد ذات صلة

الاستشارات