السؤال
السلام عليكم.
كانت عندي صديقة مقربة كثيرا، وكنت أحبها أكثر من أخواتي، وهي كذلك تبادلني نفس الشعور، دامت صداقتنا 4 سنوات، وفي لحظة وبسبب سوء فهم انهدمت صداقتنا، نحن الآن لنا سنة ونصف لم نتكلم، اشتقت لها كثيرا، وصارت تأتيني كثيرا في أحلامي، أردت أن أذهب لكي أصالحها، ونتكلم على الموضوع الذي وقع فيه الخلاف، لكن لم أستطع، كبريائي لم يسمح لي.
أنا متأكدة أنها مشتاقة لي كذلك، وهي أيضا عنيدة، رغم أنها المخطئة في الموضوع، كان الكل يغار من صداقتنا، الآن أنا محتارة هل أدوس على كرامتي وأصالحها أم لا؟
أريد رأيكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
من جميل ديننا العظيم أنه منظومة أخلاقية تقيد من النفس الأمارة بالسوء، وتضبط أخلاق وتصرفات الشخص المسلم حسب المنظومة الأخلاقية التي شرعها الإسلام، وبذلك يصلح المجتمع والإنسان معا.
فحث الإسلام على الصلح، ونص النبي -صلى الله عليه وسلم- على أن الذي يبدأ بالصلح هو من يحصل على الخيرية، فقال: (تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس، فيغفر لكل عبد مسلم لا يشرك بالله شيئا، إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقال: أنظروا هذين حتى يصطلحا، أنظروا هذين حتى يصطلحا).
واعلمي أختي: أن موازين الدين تختلف تماما عن موازين الدنيا، فدنيويا الذي يبدأ بالسلام قد تنازل عن كرامته وجرح كبرياءه، بينما في ديننا العظيم الذي يفعل ذلك هو من يرتقي بنفسه ويزيدها عزا في معيار الشرع.
وتذكر حقيقة الدنيا وحجمها يهون على النفس تلك المقارنات، فالذي يدرك أن الدنيا دار مؤقتة وقصيرة المدى، ولا تزن في الآخرة جناح بعوضة، يفضل الدين ويختار ما عند الله، وقد قال -صلى الله عليه وسلم- :(لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء).
اذهبي أختي إلى صديقتك وابدئي معها الكلام والصلح، وتذكري حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا تقاطعوا، ولا تدابروا، ولا تباغضوا، ولا تحاسدوا، وكونوا عباد الله إخوانا)، واحتسبي كلامك وخطواتك أن تكون في ميزان حسناتك.
وفقك الله لكل خير.