السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتمنى أن تكونوا في أحسن الأحوال.
قصدت موقعكم الجليل هذا طلبا للمساعدة؛ لأنني أحتاجها بشدة.
أنا طالب، عمري 21 سنة، منذ أن بلغت السادسة عشر من عمري بدأت تأتيني وساوس وأفكار تؤرقني، بداية كانت تشككني في ديني واستطعت -بفضل الله- التخلص منها عن طريق التأمل وقراءة عدة مقالات ومشاهدة عدة مقاطع ... إلخ، ولكن مؤخرا منذ حوالي أسبوع جاءتني فكرة قد تبدو سخيفة غير أن عقلي يستمر في التفكير بها وإقناعي أنها حقيقية، الفكرة هي أن الناس من حولي مجرد خيالات وأوهام.
حاولت تجاهل الفكرة غير أني فشلت، ثم حاولت مناقشة عقلي بأسئلة منطقية محاولا إقناعه بأن الناس حقيقيون، غير أني كلما أطرح فكرة يلف ويأتيني بأفكار جديدة تزيد من توتري.
حاليا أعيش في قلق وتوتر ولم أعد أستمتع بالأمور التي تعجبني، كمناقشة أصدقائي، وأخاف أن أفقد نفسي ومشاعري تجاه من حولي، خصوصا الناس الذين أقدرهم بشدة كوالدي.
هذه مشكلتي، أرجو منكم مساعدتي، جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الباسط حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يشفيك ويعافيك من كل ما تشكو منه.
أولا: نقول لك الحمد لله أنك استطعت أن تتخلص من كثير من الوساوس، وهذا بفضل الله تعالى وتوفيقه.
ثانيا: كما هو معلوم فإن الوساوس القهرية تتشكل وتتلون في مظهرها وفي صيغتها، ولكن منبعها واحد وتأثيرها واحد، وتتفق جميعها في إحداث القلق والتوتر.
ثالثا: ما يعتريك حاليا من أفكار بأن تنظر إلى الناس بأنهم خيالات وأوهام لا شك أنها فكرة وسواسية تحاول السيطرة على عقلك، فإذا فتحت لها الباب وحاولت الحوار معها فإنها ستتمكن، وكلما حاولت نفيها أو عدم تصديقها تزداد قوة ويزداد قلقك وتوترك.
لذا ينبغي تجاهلها، وتحقيرها، وعدم اتباعها ومحاورتها، ويمكنك فقط أن تسأل نفسك هذه الأسئلة البسيطة، وهي:
- هل أنا مقتنع بهذه الفكرة؟
- وهل لدي الأدلة والبراهين الكافية التي تدعم هذه الفكرة؟
- وهل أستطيع أن أقنع الآخرين بها؟
- وهل أستطيع أن أكتب أو أتحدث عن هذه الفكرة في الأجهزة الإعلامية المختلفة؟
- وهل سأجد من يؤيد هذه الفكرة من بين الناس الذي أعرفهم ومن لا أعرفهم؟
- وهل هذه الفكرة تنسجم مع الفكرة السوية أو تتماشى مع النواميس الكونية؟ فتذكر أن الله سبحانه وتعالى لم يخلق شيئا عبثا، وكيف تتحقق عبادة الله إذا كان الذين يعبدونه أوهام وخيالات؟!
فنريدك أن تجلس مع نفسك وتسألها هذه الأسئلة السابقة حتى تكسر شوكة هذه الفكرة وتبطل مفعولها، وبالتالي سينخفض التوتر والقلق إن شاء الله المصاحب لها.
وكما تخلصت من الأفكار الوسواسية السابقة بقراءتك لبعض الموضوعات الدينية والفقهية والمقالات، كذلك أيضا إن شاء الله ستتمكن من التخلص من هذه الفكرة الجديدة، وبنفس الطريقة التي استخدمتها.
وفقك الله وسدد خطاك، وشفاك من كل داء.