وقعت في الإعجاب بزميلي وأصبح لا يفارق تفكيري!

0 5

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا أتابع هذا الموقع دائما، وأقرأ مشاكل الآخرين، وأجوبتكم الراقية والسليمة، وكثيرا ما كنت أستفيد من أجوبتكم في أمور حياتي؛ فأنا أتعرض لموضوع يقلقني، ويشغلني دائما، وأريد بعضا من حكمتكم وعلمكم.

أنا طالبة جامعية في سنتي الثانية، من عائلة محافظة -والحمد لله-، أخاف الله، ولا أتحدث مع الرجال، ملتزمة بصلاتي، أحاول أن ألتزم بورد قرآن يومي، أحاول أن أتقرب من ديني؛ لأنني بعيدة عنه بعض الشيء، وفي الفترة الأخيرة أصبحت أدمن سماع الأغاني، ولكنني أحاول جاهدة أن أتركها، والله شاهد على كلامي.

عندما دخلت الجامعة وضعت لنفسي قواعد لأسير عليها، مثل: عدم الحديث مع الشباب، وأن أصاحب الفتيات المؤدبات، وأن أحافظ على لباسي طويلا، وألا أتعرض للفتن، وسارت سنتي الأولى بخير، ولكن في فصلي هناك شاب بعمري، جذبني شكله وكلامه، في محاضراتنا حاولت ألا أنظر إليه، ولكنني لم أستطع، أشعر أنني أحببته؛ لأنه لا يفارق تفكيري، ودائما أفكر فيه في نومي، وقيامي، وصلاتي، ودراستي، وكنت أنظر إليه خلسة، حاولت أن أمنع نفسي من ذلك، ولكني لم أستطع، حتى أنه انتبه لي، وصار هو ينظر لي أيضا، وصارت بيننا نظرات دائمة.

هو شاب، خلوق، ومؤدب جدا، ومجتهد، لم أهتم لكل هذا، فقد أحببت روحه النقية، ولطافته، ولكن لم يكن بيننا أي شيء سوى النظرات، والتفكير المستمر والدائم فيه، تعلقت فيه بشدة، وصرت أدعو الله أن يكون من نصيبي، وألا يعجب بفتاة أخرى غيري، أو يحب غيري، أغار عليه بشدة، مشكلتي طويلة، وأنا مضطرة لإرسال رسالة أخرى لأطرح مشكلتي كاملة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لارا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن فهم النفس البشرية، وألاعيبها يساعدك على ترويضها، ومن سردك للمشكلة يتضح أنك تفهمين ألاعيب النفس، وتدركين تماما أن نفسك تلاعبك، وأسأل الله أن يعينك على ترويضها وإلجامها.

ونصيحتي لك: هي الانصراف عن ذلك الأمر، وعدم الاجترار خلف خطوات الشيطان؛ فالنبي -صلى الله عليه وسلم- قال في الحديث: (لم ير للمتحابين مثل النكاح)، وبما أنك فتاة لا تملكين أخذ خطوة الخطبة، فالواجب عليك الابتعاد عن ذلك الشاب، إلى أن يجعل الله لك فرجا.

ومما يعينك على البعد عنه: إيمانك بالقضاء والقدر؛ فلكل إنسان في هذه الدنيا رزق، قد كتبه الله له من قبل ولادته، مصداقا لحديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك، فينفخ فيه الروح، ويؤمر بأربع كلمات: بكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أو سعيد) فالمال، والزواج، والأولاد رزق مكتوب للإنسان، ويجب على الإنسان المسلم التسليم لقضاء الله وقدره، والرضا بمكتوبه.

فأمر زواجك من عدمه مكتوب عند الله، والشخص الذي سترتبطين به أيضا مكتوب، والواجب على الإنسان المسلم أن يسأل الله حسن العاقبة في الأمور كلها، ولا يحدد هو ما فيه الخير لنفسه أو لا؛ فلعل ما يدعو الله به الآن فيه شقاء له ومهلكة.

وبالطبع إن الإعجاب يخلق غشاوة على عين الإنسان، مثلما قال الشاعر: (وعين الرضا عن كل عيب كليلة)، وتقييمك للشخص الذي سترتبطين به يجب أن يكون تقييما عقلانيا بعيدا عن العواطف، والنظرات، والصور الذهنية المثالية؛ كي لا تندمي بعدما تذهب سكرة الإعجاب، وتنطفئ جذوة الحب.

أسأل الله أن يوفقك لما يجب ويرضى، وأن يديم عليك العفة.

مواد ذات صلة

الاستشارات