السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
لي صديقة لديها مشكلة، سألتني أن أشير عليها، وأنا لا أعلم الجواب، لذا لجأت لسيادتكم لكي تفتوني، فأرجو من سيادتكم أن تفيدوني برأيكم، علما بأنني في أشد حالات الحرج من هذا السؤال.
إن صديقتي محافظة على الصلاة والصوم، وأحيانا تقرأ القرآن، ولكنها للأسف قد سمحت لشاب تحبه بتقبيلها في شفتيها، واحتضانها، ولقد تطور الأمر حتى لمس ثدييها بيديه.
إنها الآن في أشد حالات الضيق والخجل من نفسها، إنها تخاف أن تكون قد وقعت في الزنا، وهي تقول: من لا تنهاه صلاته عن الفحشاء، فلا صلاة له.
إنها تخجل أن تصلي، لا يطاوعها قلبها أن تصلي، وهي قد وقعت في الخطأ، فإنها إن كانت زانية فقد فعلت كبيرة من الكبائر، فأين تذهب من عقاب الله في الدنيا والآخرة.
أرجوكم أفيدوني بالرأي أولا: هل هي زانية؟
ثانيا: كيف تتغلب على شدة كرهها لنفسها، لكي ترجع إلى الله، وتطلب رحمته ومغفرته؟
إنني أعلم أنها تحب الله ورسوله أكثر من نفسها، ولكنها أخطأت. أرجو إخباري كيف أساعدها؟ وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شذى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يجزيك عن صديقتك خير الجزاء، وأن يغفر لها وأن يتوب عليها، وأن يسترك وإياها في الدنيا والآخرة، وأن يعينها على الثبات والاستقامة على شرعه.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فإنه ومما لا شك فيه أن الذي حدث أمر يتنافى مع كمال الإيمان، وهو إن دل على شيء فإنما يدل على ضعف الإيمان.
الأخت -هداها الله وغفر لها – إن كان الذي حدث بينهما لم يتجاوز هذا الحد فهذا لا يسمى زنا وليس زنا، وإنما هو ما يعرف بمقدمات الزنا، أكرر إذا كان هذا هو الذي حدث فقط، فهذا ليس بزنا وإنما مقدمات له، وعليها أن تتوب إلى الله وتستغفره وتقطع علاقتها بهذا الشاب كشرط من شروط التوبة، ولا تتوقف على الصلاة حتى وإن فعلت ما فعلت؛ لأن ترك الصلاة من أعظم الكبائر بل وأخطر من الزنا والقتل والسرقة، فانصحيها بضرورة العودة إلى الصلاة والمحافظة عليها، والإكثار من الاستغفار والتوبة، ولتتأكد أن الندم توبة، وأن من تاب تاب الله عليه، ورب معصية أورثت ذلا وانكسارا خير من طاعة أورثت عزا واستكبارا.
واعلمي أن ترك الصلاة من وساوس الشيطان؛ لأن الشيطان استغل هذه الفرصة حتى يجعلها تيأس من رحمة الله، ولذلك زين لها ترك الصلاة؛ لأنه لا فائدة منها ما دامت لم تنهها عن الفحشاء والمنكر، وهذا غير صحيح، وهل كل المصلين لا معاصي لهم ولا ذنوب؟لم يقل بذلك أحد من الناس، فعليها ألا تستجيب لنزغات الشيطان، وأن تعود إلى صلاتها وأن تكثر منها، وأن تحسنها غاية الحسن، وأن تسأل الله أن يغفر لها، وأن يتوب عليها، ولتثق من أن الله لم ولن يضيعها.
أهم شيء قطع العلاقة مع هذا الشاب وغيره، حتى يتقدم لها بطريقة شرعية رسمية، وأن يعقد عليها، وعندها يجوز لها أن تعطيه ما يشاء، ولا حرج عليها مادامت قد صارت زوجة له وصار زوجا لها.
وبالله التوفيق والسداد.