السؤال
السلام عليكم
تعرفت على شاب، وأحببته كثيرا، كان لا يصلي ولا يصوم، وعلمته، وكنت أحثه على ذلك، لكني ضعفت وصارت بيننا تجاوزات. ندمت وأخبرته بعدم تكرار ذلك، لكنه بعد فترة تغير من ناحية، وبعد مدة طلب الانفصال، وذهب لخطبة فتاة أخرى أصغر منه بعشر سنوات.
لقد انصدمت بذلك، فهو عندما تركني أخبرني بأنه لا يريد الارتباط، فقد كنت على اتصال دائم معه، وأحاول أن نعود، لكن لا يريد، حتى عرفت أنه ذهب للخطبة، لكن والد الفتاة قام برفضه، فأراد البحث عن فتاة أخرى.
كنت دائما أساعده، وأحثه على الصلاة والصوم، وقراءة القرآن، لكنه تجاهلني في فترة قصيرة، وقد تبت وعدت إلى الله، لكن لمدة سنة، ولست قادرة على نسيانه، وما زلت أطلب مغفرة من الله.
أشعر بذنب كبير، وخجل حيال أهلي وديني؛ لأني تركت كل شيء لأجله، ولكنه ذهب ليتزوج من فتاة أخرى، وهو لم يتغير، صار لا يصلي، ولا يصوم، وأنا أصلي، وأدعو كي أنساه، لكني لا أقدر على ذلك، وشعوري بالذنب يؤلمني، وكذلك استغلاله لي، وخاصة خطبته لطفلة بعمر 17 سنة، زاد من إحباطي!!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Asma حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام، ونسأل الله أن يتقبل ما حصل منك من الإحسان، وأن يغفر لك ما حصل من التجاوز والعصيان.
نبشرك بأن الله تبارك وتعالى يتوب على من تاب، ويقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات، فأرجو أن تبدئي مسيرة التصحيح بالتوبة النصوح من التجاوزات التي حصلت، واسألي الله تبارك وتعالى أن يقبل منك ما كان عندك من الخير، وما قمت به من تشجيع هذا الشاب على الإسلام والصلاة والخيرات، وكل ذلك سيكون في ميزان حسناتك، فإن ربنا تبارك وتعالى عدل كريم، يحاسب الإنسان على تقصيره، ويتجاوز عن المقصر، ويجازي المحسن على إحسانه، ويضاعف له في الحسنات.
ثانيا: ننصحك بنسيان وطي تلك الصفحة، ونحن نؤكد أن الأمر قد يكون فيه صعوبة، ولكن الأصعب هو الاستمرار والجري وراء السراب، فأرجو طي تلك الصفحات، والتخلص من كل ما يذكرك به من أرقام أو ذكريات أو صور، كل ما يمكن أن يذكرك بتلك الصفحات أرجو أن تتجاوزيه، ولا تحزني لما حصل؛ فإن مثل هذا الشاب لعل الخير في ألا يرتبط بك.
لقد أحسنت إذ علمته الصلاة والصيام والطاعات، لكن لعل من المصلحة أنه لم يرتبط بك؛ لأنه متقلب؛ ولأن مثل هذا لا يؤتمن، الذي لا يعرف هذا المعروف، ويخون العلاقات، ويحرص على التجاوزات، لعل في هذا الخير، (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم)، وسيضع الله في طريقك من يناسبك ويسعدك، نسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير.
نتمنى منك أولا: أن تكثري من الدعاء لنفسك، وإذا حاول الشاب أن يتصل، فحاولي ربطه بمركز إسلامي حتى يتواصل معه الدعاة من الرجال، أيضا عليك طي الصفحات القديمة، والإقبال على الله تبارك وتعالى، ونبشرك بأن الله يقبل توبة من تتوب إليه، ومن يتوب إليه.
استعيني بالله تبارك وتعالى في نسيان ذلك، فكلما ذكرك الشيطان بما حصل أو شوقك الشيطان لتلك الصفحات المظلمة؛ سارعي إلى تجديد التوبة والاستغفار، والذكر لله تبارك وتعالى؛ حتى ينفر الشيطان، فإن الشيطان يجلب لك الأحزان؛ لأن هم الشيطان أن يحزن أهل الإيمان.
أما هذا الشعور الذي تشعرين به فسوف يختفي عندما تعمرين قلبك بالتوحيد، وتعرفين لذة العبادة، وتفتحين أيضا لنفسك صفحات جديدة، لاستئناف حياة جديدة، فلا زلت في عمر سيأتيك من يسعدك -إن شاء الله-، وربنا تبارك وتعالى كريم، والأرزاق بيده سبحانه وتعالى، فقومي بما عليك من الطاعة والعبادة، وهي التي خلقنا لأجلها، وانتظري من الله توفيقه والسداد.
نسأل الله أن يضع في طريقك من يسعدك وتسعدينه، ويعينك على طاعة الله وتعينينه، وشكرا لك على التواصل مع الموقع.