زوجتي مزاجية ومهملة في بيتها، ماذا أفعل؟

0 44

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

أيدكم الله بنصره.

أنا شخص متزوج منذ سنة ونصف، وزوجتي مزاجية إلى أقصى درجة، في بداية الأمر كان هناك صبر من كلا الطرفين، ولكن بعد مرور خمسة أشهر من زواجنا بدأت تبدي غضبها، وتغضب من أبسط الأسباب، وظل هذا الغضب يتطور حتى نتجت عنه أساليب معاملة توحي إلى أنها لا تعبرني، وتتجاهلني، وتريد فرض رأيها في كل شيء، حتى عندما أذهب إلى الأقارب تمنعني.

أنا شخص مستقيم في معاملاتي، وأصرف على البيت أكثر من اللازم، وألبي طلبات زوجتي كلها، ولم أرفض لها طلبا قط.

لم نرزق بمولود، وقد ذهبنا إلى الطبيب المختص، وعرفنا أن الخلل عندها، وتحتاج لفترة من العلاج، ومع ذلك لم أظهر أي انزعاج، أقوم من أجلها بكل شيء، لكنها لا تقدره، أصبحت خلال الأشهر الأخيرة أكثر عدوانية، بحيث أنها توجه الكلام الجارح لي ولأهلي، الذين لم يسيئوا إليها، ويحبونها كثيرا.

منذ سنة ونحن في سوء تفاهم يومي، وتنتقدني يوميا بدون سبب، وإذا مدحني أحد قالت العكس، وإذا تصالحنا في الصباح، نختلف في المساء، وفي كل مرة نختلف تهينني بالكلام الجارح.

زوجتي هذه تمضي كل وقتها في تصفح الهاتف النقال، ولا تريد أن تعمل أي شيء في بيتها منذ بداية الزواج، حتى أنني أحضرت خدما للمنزل، ولكنهم لا يجدون من يوجههم في الشؤون المنزلية، ومؤخرا أصبحت تعاملني كأني أنا الخادم، ومع كل هذا لا زلت صابرا، وحدثت أهلها أكثر من مرة، نصحتها أكثر من مرة، وهجرتها، ولكن لا نتيجة لكل ذلك، لم أعد أستطيع تحمل كل هذا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أيها الأخ والابن الكريم- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال قبل اتخاذ القرار، ونسأل الله أن يهدي زوجتك، وأن يكتب لكما السعادة والاستقرار.

لا شك أن الأشياء المذكورة بالنسبة للزوجة مرفوضة، ولكن نحن دائما نتمنى ألا نقابل الخطأ بالخطأ، والشريعة ما وضعت هذا الأمر بيد الرجل إلا لأنه الأعقل والأحكم والأعرف بالعواقب، وإذا كنا قد استمعنا للسلبيات الموجودة في هذه الزوجة، فحبذا لو عرضت في ورقة ما فيها من الإيجابيات، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا رضي منها آخر)، ليس هذا دفاعا عن السلبيات المذكورة، فهي مرفوضة كما قلنا، ولكن من الإنصاف أن نضع إلى جوارها الإيجابيات، ثم نحاول فهم أسباب هذه التصرفات، وكثير من الأمور التي ذكرت لها علاقة، وبعض النساء عندها شدة غيرة من أقرباء الرجل، وبعض النساء تتأثر سلبا عندما تعرف أنها غير مؤهلة للإنجاب، المرأة تعتريها بعض الظروف، ليس معنى هذا أننا نريد أن نبحث لها عن أعذار، لكن من المهم أن توضع كل هذه الأمور في الاعتبار، حتى نستطيع أن نضع القواعد الصحيحة للحل.

وعليه أرجو أن تشجعها لتكتب للموقع، وتعرض ما عندها، وأيضا تحاول أن تعرض إيجابياتها وتضع إلى جوارها السلبيات، ثم تتذكر أننا بشر والنقص يطاردنا، وطوبى لمن تنغمر سيئاته القليلة في بحور حسناته الكثيرة.

لذلك أرجو أن تتريث في الأمر، ونحب أن نقول: أنت أولا وأخيرا صاحب القرار، لكن الشريعة ما وضعت هذا الأمر بيد الرجل إلا لأنه الأعقل والأحكم والأفهم، والذي يسرنا هو أنك تشاور الآن، وهذا دليل على كمال النضج والعقل، فنسأل الله أن يعينك على تجاوز هذه الصعوبات، ونتمنى أيضا أن تشجع الزوجة على الكتابة إلينا، أو تكتبا استشارة مشتركة، بحيث تقول: (أنا أتضايق من كذا، ويعجبني كذا) وأنت تذكر ما عندك، أو دعها تتواصل مع الموقع لتسمع التوجيهات من الخبراء والخبيرات والمختصين، تسمع التوجيهات من طرف محايد وطرف خارجي.

مرة أخرى أقول: نحن لا نؤيد ما يحصل منها، لكن نريد أن تنظر في إيجابياتها، في الخيارات المتاحة، وأيضا ما هي ردود أهلها عندما عرضت عليهم هذا الذي تعانيه، ثم عليك أيضا أن تحاول أن تقدر بعض الظروف التي تمر بها، وفي الأخير أنت صاحب القرار، لكن القرار الناجح هو القرار الذي يبنى على أسس ودراسات ونظر في العواقب ومآلات الأمور، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

نتمنى أن تنظر في الزوايا التي أشرنا إليها، ونسعد جدا بأن نسمع عنكما الخير، ونسعد جدا بأن تتواصل أنت وهي مع الموقع، ليعرض كل طرف ما في نفسه.

ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات