كيف أنجح في حياتي العملية؟

0 45

السؤال

السلام عليكم.

عمري ٢٧ سنة، كنت فاشلة جدا في الكلية، كنت لا أحبها، ولكني تخرجت بعد عدة سنوات، حاليا أنا أشتغل بشهادتي ولكن المقابل ضعيف جدا، وفي نفس الوقت لدي أشياء كثيرة للمذاكرة لألحق ما تبقى لي وأنجح في حياتي العملية على الأقل، ولكني لا أجد وقتا للمذاكرة، مع أن وقت عملي من ٩ صباحا إلى ٤ عصرا، وقريبا من البيت، ولكن بعد العودة إلى المنزل أنشغل في الطبخ والترتيب؛ لأن أمي تعمل، وبعد ذلك لا أجد وقتا وليس لدي طاقة للمذاكرة.

في المنزل يرون أن لا حاجة لي بأن أطور من نفسي وأذاكر مرة أخرى، ويضغطون علي جدا في موضوع الارتباط، مع العلم أنه لا يوجد أحد مناسب، وأيضا ممنوعة من السفر أنا وأخواتي لتغيير الجو، ومن الرياضة، أو النادي الرياضي؛ لأنهم يرون أن العمل فقط هو من يجلب لي الزوج، وأي شيء آخر يعتبر ضياعا للوقت والمال.

كيف أتعامل مع كل ذلك؟ وكيف أجد الوقت للمذاكرة؛ لأنها سترفع من قدري جدا في مجال العمل؟ وكيف أتعامل مع أهلي وأقنعهم؛ لأني مهما فعلت يرونني فاشلة؟ فكرت أن أترك العمل لمدة ٦ أشهر مثلا وأتفرغ للمذاكرة فقط، ولكني خائفة من ردة فعل أهلي، كل هذا يدفعني للنوم كوسيلة هروب إلى أن وجدت نفسي أستيقظ لأذهب للعمل ثم أرجع لأنام للذهاب للعمل! أريد حلا ينقذني مما أنا فيه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Omnia حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

في هذا الزمن العمل عبارة عن معادلة من ثلاثة أطراف: (الشهادة + المهارة + العلاقات).

أما الشهادة فعلى كونها طرفا ليس بالقوي، ولكنها هامة جدا، كونها الواجهة لك التي يتم التقييم بها، وأما بقية العناصر (المهارة + العلاقات) فهي العناصر الهامة في معادلة العمل، فالمهارة الجديدة هي الحل الوحيد والسريعة لاكتساب وظيفة جديدة، وتحويل مسارك المهني لمسار أفضل.

أصحاب العمل ليسوا هيئات خيرية، كلهم هدفهم الربح، والعامل أو الموظف الماهر عندهم هو العملة الصعبة، فحاولي اكتساب المهارات قدر الإمكان.

أما الشق الثاني وهي العلاقات: فإن العلاقات هي رأس المال المكمل للخبرة، فالإنسان من احتياجاته الأساسية في الحياة بناء علاقات مع غيره، وقد قال الله تعالى: (من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها) أي: من يسع لحصول غيره على الخير يكن له بشفاعته نصيب من الثواب، فكيف يحصل الشخص الخير لغيره دون أن تكون بينهما علاقة ما؟!

بعض المهارات التقنية الآن جعلت الكثير يعملون من البيت وعن بعد، وتستطيعين فيه توفير الوقت والجهد، وهذه أمثلة للوظائف على سبيل المثال لا الحصر يمكن للإنسان العمل فيها عن بعد مثل: (التدقيق اللغوي - إدخال البيانات - الترجمة - التسويق - صناعة المحتوى) وغيرها الكثير من المجالات التي تمكنك من استغلال وقتك بشكل جيد. لكن كلها تحتاج إلى مهارة.

اكتساب المهارة لا يحتاج إلى تفرغ بقدر ما يحتاج إلى مداومة ولو بالقدر اليسير، فإذا خصصت كل يوم نصف ساعة للمهارة التي تودين اكتسابها لمدة 6 أشهر؛ سترتقين فيها من الابتداء إلى التمكن.

تحتاجين إلى تنظيم الوقت وحسن إدارته، ووضع كل شيء مكانه، فأهلك لهم وقتهم، وتطوير نفسك له وقته، وليس شرطا أن يعرف الأهل أنك تذاكرين لأجل العمل، ولا ينبغي أن تفرطي في التفكير المحزن، واجعليه تفكيرا إيجابيا لتشعري بالراحة؛ فأنت تقولين إن أمك تعمل، وأنت تقومين بالخدمة، وهذا وإن كان يأخذ من وقت المذاكرة كما ذكرت، لكن أيضا احتسبي هذا الوقت، واستشعري لذته، فأنت تؤدين عملا جليلا فيه البر والطاعة، ولا شك أن وقتك لا يذهب كله في الطبخ والترتيب، فأحسني إدارته، ويمكنك القراءة في كيفية تنظيم الوقت؛ فمن الطبيعي أن تشعري بالتعب بعد العمل والطبخ، وأن لا طاقة لك بالمذاكرة، لكن يمكن أن تأخذي استراحة، ثم ترجعي للقراءة والمذاكرة والتطوير بنفسية أفضل.

ذكرت أن لديك أخوات ولم تذكري أعمارهم؛ فهل يا ترى تقسيم العمل بينكم، على الأقل في الأمور التي لا يحسنونها يمكن تكليفهم بغيرها بأسلوب جميل؛ حتى تجدي المساندة والمساعدة.

وفقكم الله لما فيه الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات