والدي يريد تولية أختي على أمواله بدلاً من أخيها الأكبر!

0 1

السؤال

والدي يريد أن يولي أختي الحكم على أخيها الأكبر منها سنا، في مدخراته، علما بأن أخاها يتقي الله في أبيه، ويعالجه في مرضه، وهو من كان يرعاه ويسهر لرعايته، وبذلك يعرض ابنه لمواقف محرجة، وخاصة أنه موظف، ولا يدخر شيئا لنفسه، ويخاف أن يحدث مكروه لوالده، وهو لا يملك شيئا في حالة التلاعب بمدخراته، وابنه متزوج، وعنده طفلان.، علما بأن معاش والدي كبير، وهو يعيش بمفرده الآن.

وللعم أختي هذه التي ولاها أبي المال لم تقم بشيء عند مرض والدتي قبل موتها، أنا الابن الذي كان يخدمها، وكنت أسهر لرعايتها، ووالدتي هي التي كانت تصرف على أختي هذه، وعلى أولادها وزوجها، وفي شدتها تخلت عنها.

الله يعلم أني لم أستفد من والدتي ولا والدي في أشد الحاجة، وكل ما كنت أريده أن أرضي الله فيهما، ولكن موقف والدي يحرجني جدا، ويدخل الشك والفتنة بيني وبين أختي...أريد حلا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في استشارات إسلام ويب.

أولا: نسأل الله تعالى أن يثيبك، ويحسن جزاءك ببرك لوالديك، وهذا العمل الصالح -أيها الحبيب- لا بد أنك ستجد ثماره يوما ما في دنياك، وفي آخرتك، فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا، وسيجعل الله تعالى لك بعد العسر يسرا، وسيتولى أمرك؛ فإنه من يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب، فتوكل على الله، واقصد بعملك وجه الله، وستجد ثمار عملك أمامك.

لا شك أن والدك يثق بتدبير أختك، ولهذا ولاها التصرف في أمواله، وربما كان الباعث له أنه يرى أنها تحسن التصرف أو التدبير، أو يخاف عليها أن تحرم، وأن تمنع شيئا من حقوقها من الأموال فيما لو لم تكن بيدها ولاية.

معرفتك للأسباب التي دفعت والدك للتصرف هذا أمر مهم جدا في محاولة العلاج؛ لتثبت له خلاف ما يتخوفه، وبإمكانك أن توصل هذه القناعات والإجابات الصحيحة عن هذه الاستفسارات إلى والدك بطرق موثوقة يثق بها، كالاستعانة بالأقارب والأصدقاء، ليشرحوا له حقيقة الوضع، وأنك أيضا لا تقل كفاءة عن أختك، وأنك رحيم بها، مشفق عليها، ونحو ذلك من الكلام، فإن حصل واقتنع الوالد بهذه الحيثيات فعدل عن رأيه؛ فبها ونعمت، وإن لم يحصل شيء من ذلك، فينبغي ألا تغضب والدك، وأن تحرص كل الحرص على رضاه، وسيظهر له عملك وإخلاصك، ولن يفوتك بعون الله تعالى شيء، وإذا قدر الله تعالى على الوالد أن رحل من الدنيا فإن حقك في الميراث لن يسقط بتولية أختك لأموال والدها.

نصيحتنا لك أن تفوض الأمور إلى الله سبحانه وتعالى بعد الأخذ بالأسباب التي شرحناها لك قبل، وأن تعلم يقينا أن الله تعالى يقدر لك الخير، وقد قال الله في كتابه: (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم، وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم، والله يعلم وأنتم لا تعلمون).

نسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به.

مواد ذات صلة

الاستشارات