السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد قلت لكم في فتوى سابقة: أني أعاني عند التوتر من حالة غريبة، فعند التنفس أشعر كأن معدتي تشتد، فقمتم بإعطائي النصائح.
المشكلة هي: عندما يحين وقت النوم تأتي تلك الحالة، أستمر عليها حتى أنام، وأستيقظ باكرا في 4 صباحا، وأشعر كأني لم أنم أبدا، لاحظت أنني أحيانا أكون سعيدة، ولا أتوتر، وأنسى تلك الحالة، وأنام بشكل طبيعي.
الآن، ومنذ أسبوع لم أنم جيدا، وأنا حزينة لأنني أتعب في يومي، وأحتاج للراحة، كنت قد قرأت أن عدم النوم جيدا قد يجلب الموت مبكرا، أرجو أن تفيدوني.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في موقع استشارات إسلام ويب.
بالفعل أنت لديك حالة من التوتر والقلق النفسي، هي بسيطة حقيقة، يعبر عنها بما نسميه بالأعراض النفسوجسدية، وذلك بأنك تشعرين بشيء من الانشداد في المعدة، ولديك أيضا هذه التقلبات المزاجية التي من خلالها تحسين بالتوتر، وعدم الراحة النفسية، ولديك أيضا اضطراب في النوم.
هذه كلها أعراض قلقية، غالبا هي مرتبطة بالمرحلة التطورية العمرية التي أنت فيها الآن، ففي هذا العمر تكثر التقلبات النفسية والمزاجية، وفي الأصل توجد تقلبات هرمونية وفسيولوجية، وهذه المراحل القلقية نعتبرها أمرا طبيعيا إلى حد كبير، وهي عارضة -إن شاء الله-، ولن تظل وقتا طويلا.
طبعا عدم النوم جيدا أمر يضر بالصحة النفسية والجسدية، لكن لا نستطيع أن نقول أنه يجلب الموت مبكرا، والموت أمر آخر وقضية أخرى، إذا استنفذ الإنسان رزقه وأتى أجله فسوف يموت، ولا شك في ذلك، كما ورد في قوله -صلى الله عليه وسلم-: (إن الروح الأمين قد نفث في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها).
الذي أنصحك به هو: أن تمارسي تمارين رياضية تناسبك كفتاة مسلمة، وأن تطبقي تمارين استرخائية، هنالك تمارين الشهيق والزفير ببطء وقوة، وهنالك تمارين شد العضلات ثم استرخائها، يفضل أن تدربك الأخصائية النفسية على هذه التمارين، وإن لم يكن ذلك ممكنا، فيمكن أن تستعيني بأحد البرامج الموجودة على اليوتيوب، والتي توضح كيفية ممارسة هذه التمارين، مطلوبة جدا في حالتك، وهي بسيطة ومفيدة جدا.
من المهم جدا أن تشغلي نفسك بما هو مفيد، وأن تتجنبي السهر، وأن تحرصي على أذكار النوم على وجه الخصوص، مهمة جدا، وطبعا تتجنبي النوم النهاري، ويجب أيضا أن تتجنبي شرب الشاي والقهوة بعد الساعة الرابعة مساء، هذه كلها -إن شاء الله- تساعدك في إزالة هذه الأعراض التوترية، وكذلك الأعراض النفسوجسدية.
ركزي على دراستك، وكوني نشطة من حيث المشاركات المنزلية والأسرية الإيجابية، احرصي على الصلاة في وقتها، هذا -إن شاء الله- كله معين لك.
بعد التطبيق الجاد لمنهج الحياة هذا الذي ذكرناه لك لمدة شهر، إذا لم تتحسن أحوالك، يجب أن تذهبي إلى طبيب نفسي، ليصف لك أحد الأدوية البسيطة المضادة للقلق، والتي ليست إدمانية، والتي تناسب عمرك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.