السؤال
السلام عليكم.
تقدمت لخطبة زميلة دراسة بعد إعجاب بها لمدة عام دون كلام بيننا، وجلسنا مع بعضنا مرتين، وصليت استخارة وصلت هي استخارة، ووجدنا راحة وتيسيرا في الموضوع، وقرأنا الفاتحة، وهي كانت صارحتني يوم قراءة الفاتحة أنها مرتاحة للموضوع، وتجد تيسيرا كبيرا، وتواصلنا لمدة أسبوعين بعد قراءة الفاتحة، وخطبتها وتحدثنا لمدة 10 أيام بعد الخطوبة، وكان كل شيء على ما يرام بيننا.
ثم جاءت رسالة عن طريق الوسيط بأن كل شيء بنصيب؛ لأنها تحس بعدم الارتياح، ووالدها غير مرتاح، وبعد أيام وصلنا كلام أن والدها هو الأساس في فسخ الخطوبة.
أنا ارتضيت جمالها وتدينها، بحكم أني كنت أراها في الكلية، وبعد جلوسي معها وجدت تقاربا كبيرا في الأفكار، وكنا على ما يرام، حتى يوم فسخ الخطبة، كنا نتحدث بشكل طبيعي.
أنا وجميع من حولي نرى ما حدث غير طبيعي إطلاقا، وبدأنا نفكر في الأسباب، هل فعلا والدها السبب، أم هي؟ ولو كانت هي غير مرتاحة، فما سبب ذلك؟، وكانت قد صلت الاستخارة، وصارحتني أنها مرتاحة وسعيدة، أم هناك مؤثر خارجي، كسحر أو عين؟ والجميع غير مقتنع بأن الموضوع انتهى، فهل أفتح الموضوع مرة أخرى بعد فترة؟ وإذا أردنا البحث عن سبب كالسحر مثلا، كيف السبيل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابننا- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.
لا يخفى على أمثالك من الفضلاء أن العلاقة الصحيحة هي التي تبدأ أولا بالمجيء للبيوت من أبوابها.
واضح أن الإعجاب موجود لمدة، ثم جلستما مرتين أو ثلاثا، ثم صليتما الاستخارة، أنا لا أدري هل هذا كله حصل قبل علم الوالدين وقبل المجيء للبيوت من أبوابها؟ لأن من الأسر من ترفض فقط إذا علمت أن هناك علاقة سابقة، أو أن هناك تواصلا بين البنت والولد، والشريعة تريد دائما أن تكون خطوة اطلاع الوالدين هي الأولى، وليست الخطوة المتأخرة، ليست الخطوة الخامسة أو السادسة أو العاشرة، وهذا أمر في غاية الأهمية؛ لأنا نريد نحسم هذا الأمر؛ لأن الزواج أصلا ليس علاقة بين شاب وفتاة فقط، ولكنه علاقة بين بيتين، بين أسرتين، بين قبيلتين، بين مدينتين، ودائما نقول: سيكون هاهنا أعمام وعمات، وهاهنا أخوال وخالات، فبالتالي الشريعة تريد البدايات الصحيحة.
وعلى كل حال: نحن لا نظن بكما إلا الخير، ولكن نحب أن ننبه إلى هذا الموضوع، والإنسان يستفيد من تجاربه، الإنسان ينبغي أن يبدأ بالتأكد من أن الفتاة وأسرتها على رضا، والتأكد بأن أسرته موافقة، وكل هذا بإشراكهم، يعني حتى مسألة الكلام ومسألة الاختيار عندها نفضل أن نشرك الأسرة في البحث، في أخذ الرأي، في السؤال، من حقنا أن نسأل، ومن حقهم أن يسألوا، ثم بعد ذلك تكون الأمور آخذة طريقها الصحيح.
ولا تشغل نفسك كثيرا بسبب الرفض، ولكن نحن نشجع فكرة طرق الباب مرة أخرى، وإدخال الوساطات وأصحاب الوجاهات، لعله تتجلى لك الأسباب، طالما أنك تشعر أن الفتاة موافقة وأنهم أيضا كانوا موافقين ثم انقلبوا فجأة، فينبغي أن تحاول معرفة المتغيرات، يأتي الوالد أو تأتي الوالدة تسأل عندهم، تتعرف على الوضع عن قرب، تبين لهم أنك حريص على إكمال المشوار، وبهذه الأمور تتضح بعض الأمور، فإذا لم يكن هناك أي سبب ظاهر، أي سبب مادي، مثلا نمط الأسرة، من الأسر من ترفض أن تتكلم الفتاة في مثل هذه المرحلة، وربما أثر كلامها معك على دراستها أو على حياتها، أو لاحظوا أمورا تزعجهم، كل هذه الأمور تختلف الأسر فيها وفي النمط والقيم الخاصة بالأسرة.
فعليه أرجو أن تكرر المحاولات، وتكرار المحاولات يدل على صدق حبك، وأنك جاد في مسألة الزواج، وهذا يتيح فرصة، ولا إشكال في هذا، فإن وجدت تفهما وكانت هناك أسباب يتم إزالة الأسباب، وإن لم يكن هناك أسباب فلا مانع من الذهاب لراق شرعي يقيم الرقية الشرعية على قواعدها الشرعية الصحيحة، ونسأل الله أن يعينكم على الخير، وأن يقدر لك ولها الخير ثم يرضيكما به.
إذا يمكنك تكرار المحاولات، ولا بد لمكثر القرع للأبواب أن يلج، فإذا عرف السبب بطل العجب، وإذا لم يكن هناك سبب واضح فلا مانع من الاهتمام بأمر الرقية الشرعية، دون اتهام لأي إنسان، فالإنسان يهمه أن يرفع عن نفسه الضرر ولا يهمه من الذي عمل الضرر؛ لأن الإنسان لا يملك لنفسه فضلا عن غيره ضرا ولا نفعا، وكل ما يصيبنا هو بأمر الله تبارك وتعالى، {قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا}، والناس إن اجتمعوا وتآمروا وخططوا ليضرونا فلن يضرونا إلا بشيء قد كتبه الله علينا، رفعت الأقلام وجفت الصحف.
نسأل الله أن يعينك على إدارة هذا الإشكال بالطريقة الشرعية الصحيحة، وبمنتهى الهدوء، فإن كان هناك وفاق -مرة أخرى–، وإلا فالنساء غيرها كثير.
ونسأل الله أن يسهل الأمور وييسرها لك، ويقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به