كيف يمكنني التغلب على اضطراب القلق وفقدان الثقة؟

0 27

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ما هو علاج اضطراب القلق العام، وانعدام الثقة بالنفس، وعدم تقدير الذات؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك على الثقة في إسلام ويب.

الحقيقة ما تسأل عنه يحتاج للمزيد من الإيضاح، فالقلق العام له مسببات في بعض الأحيان، أو قد يكون مرتبطا بالبناء النفسي للإنسان، وما هي درجته؟ وما هي مثيراته؟ وما هي الأشياء التي تساعد على التقليل منه؟ وهل هنالك تاريخ في الأسرة لمرض القلق أو أي اضطرابات نفسية أخرى؟

هذه كلها أمور مهمة، وموضوع انعدام الثقة بالنفس وتقدير الذات: هذه من وجهة نظري مفاهيم واهية أيضا، مفاهيم ليست واضحة المعالم، وقد يفهمها إنسان ما بطريقة مختلفة تماما، مما يفهم به شخص آخر أو مختص يفهم معنى هذه الاصطلاحات.

هنالك تقييمات لقياس القلق العام، وهنالك أيضا تقييمات لقياس تقدير الذات، وعلى ضوء هذه المقاييس النفسية والتي تعطي ملامح عامة؛ لأني أعتقد أيضا أنها ليست تأكيدية للتشخيص، إنما تعطي بعض المؤشرات التي قد تساعد المعالج والمختص.

عموما: أرجو –أخي الكريم– أن تكون منصفا في تقدير ذاتك، هذا الشيء مهم جدا، الإنسان يجب ألا يضخم ذاته ولا يحقرها، والإنسان دائما حين يأتيه شعور بالدونية يجب أن يفهم أن الله تعالى قد كرمه، وأن تقدير انخفاض الذات قد يكون خاطئا .

يسعى الإنسان أيضا لتذكر الإيجابيات المتعلقة بنفسه وشخصيته وبنائه التكويني الذاتي، ويحاول أن يضخم هذه الإيجابيات، ويقلل السلبيات، الإنسان أيضا يجب ألا يعيش في الماضي –أخي الكريم–، وإنما يستفيد من قوة الحاضر، وتكون هنالك أهداف في الحياة، الإنسان حين يضع أهدافه قطعا سوف يكتسب ثقة أكثر في نفسه، وسوف يقدر نفسه بصورة أفضل.

الأهداف يمكن أن نقسمها إلى ثلاثة:

- القسم الأول: هدف آني، وهذا يجب أن يتم في خلال أربع وعشرين ساعة، مثلا: أن تتواصل مع أحد أرحامك، أو تذهب لزيارته، هذا هدف، يمكن تحقيقه في خلال أربع وعشرين ساعة، وبعد أن يحقق الإنسان هذا الهدف سيكون هنالك مردود إيجابي عظيم جدا على النفس.

- القسم الثاني: هدف متوسط المدى، وهذا يجب أن يتم خلال ستة أشهر، مثلا: إذا قررت أن تحفظ أربعة أجزاء من القرآن الكريم خلال الستة أشهر، يجب أن تضع الجدول الذي من خلاله سوف تقوم بهذا الحفظ لهذه الأجزاء من القرآن، وكيفية تجويدها وتثبيت حفظك، هذا هدف. وبالمناسبة الإنسان حين يضع هدفا معينا ويضع الآليات التي توصله لهدفه؛ بجانب هذا الهدف سوف يكتشف أنه قد حضر وأنجز أهدافا أخرى، إذا الهدف الأساسي الذي يركز عليه الإنسان في حد ذاته يساعد على الانطلاق نحو أهداف جديدة، وهذا يعطي ثقة كبيرة في النفس.

- القسم الثالث: هدف على المدى البعيد، وهذا يكمن في إكمال الدراسة مثلا، وتحديد التخصصات، وتحديد العمل، ثم السعي في البحث عن الزوجة الصالحة التي تكمل معك المشوار، ثم الإنجاب والسعي في تربيتهم تربية سليمة، وتعليمهم تعليم صحيح على المنهج القويم. هذه -يا أخي الكريم- أهداف.

قطعا أخي الكريم: مصاحبة الصالحين من الشباب والذين لديهم مقدرات معرفية تعطي ثقة في النفس، بر الوالدين يعطي ثقة في النفس، الحفاظ على الصلاة في وقتها ومجالسة العلماء والاستزادة من علمهم تعطي ثقة في النفس، ووجد أيضا حتى ممارسة الرياضة تعطي الثقة في النفس، وتعالج القلق في نفس الوقت.

كل هذه الأشياء التي ذكرتها لك تعالج القلق أيضا في نفس الوقت: حسن إدارة الوقت، التعبير عن الذات وعدم الاحتقان الداخلي والكتمان والسكوت على الأشياء التي لا ترضينا، هذه كلها طرق لعلاج القلق وتحسين الثقة في النفس وتحسين الذات.

أيضا يا أخي: إذا طور الإنسان ما يسمى بـ (الذكاء العاطفي) أو (الذكاء الوجداني)، هذا علم مهم جدا من الناحية السيكولوجية والنفسية لتطوير الذات وإزالة القلق، -فيا أخي الكريم- اقرأ عن هذا العلم، ومن أفضل الكتب التي يمكن أن تقرأها كتاب دانيال جولمان (Daniel Goleman)، والذي يسمى (الذكاء العاطفي Daniel Goleman) أو (الذكاء الوجداني)، طبعا الكتاب كتب أولا باللغة الإنجليزية عام 1995، لكن توجد منه ترجمات عربية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات