مشكلة الكلام الأنفي.. وتسببها في حالة نفسية

0 553

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.
أود أن أطرح عليكم مشكلتي، وأرجو أن يتسع لها حلم صدركم، عمري الآن 19سنة، مشكلتي تدور حول أنني أعاني من الكلام الأنفي (الخنخنة)، لقد سببت هذا القضية لي مشكلة، وما زالت تشكل مشكلة كبيرة (نفسية واجتماعية)، في صغري لم أكن أعرف أنني أعاني من هذه المشكلة، إذ إن أحدا لم يخبرني عنها بالإضافة إلى أنني أسمع صوتي طبيعيا وكأنه بدون خنخنة، ولكن في مرحلة متقدمة من العمر (عند عمر 14 سنة تقريبا) اكتشفت أن أحدا ما عندما يحاول أن يغيظني يلجأ إلى تقليد صوتي (أي يخرج صوته من أنفه)، لم أفطن في البداية إلى هذا الأمر ولكن مع استمرار مثل هذه المضايقات عرفت مما أعاني منه، علما أنني كنت محبوبا من حوالي 98% من الأشخاص من حولي رغم وجود هذه العلة بسبب تفوقي في الدراسة، وكوني اجتماعيا جدا، المهم أني بعد معرفتي بهذه المشكلة أصبحت خجلا جدا من التحدث إلى أي شخص غريب ألقاه، أو حتى التردد في مصادقة أناس جدد، وأحيانا عدم المشاركة في الدرس، وبعد أن انتقلت إلى المرحلة الجامعية استمرت هذه الحالة النفسية معي، حيث لم أعد أشارك في المناقشات التي تجري في المحاضرات مع الدكتور، رغم أنني قد أملك بعض الإجابات المفيدة، وخاصة أنني أنا شخصيا لا أحب أن أستمع إلى كلام شخص يتحدث من أنفه (أي بالخنخنة) ولو كان طبيعيا، والخلاصة أنه تشكلت لدي عقدة بأن الجميع سوف يضحك علي ويسخر مني عندما يسمعون صوتي أو سوف يكرهونني وأنني مستقبلا لن أستطيع الزواج؛ لأنه لن تقبل بي أية امرأة على هذه العلة (هذه قناعتي) وخصوصا أني على درجة عادية من الجمال في الشكل وأريد أن أسأل حضراتكم هل يوجد لهذه العلة (الخنخنة) دواء ولو كان عملا جراحيا؟ وكيف أتخلص من هذه العقدة النفسية التي ذكرتها آنفا؟ ولكم جزيل الشكر على جهودكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي السائل! أريد أولا أن أذكرك أن هذا الأمر بيد الله وليس بيد بشر، فلم القلق والخوف والارتباك؟ والأمر الثاني: أريد أن أطمئنك أن هناك علاجا ولله الحمد للتخلص من هذه المشكلة وذلك بزيارة أخصائي أنف وحنجرة في منطقتك وسيتم عمل منظار أو عملية جراحية بسيطة وتتخلص من هذه المشكلة بإذن الله تعالى.
وحاول أن ترتاح يا أخي وتتغلب على هذا الخجل لأن هذا الخجل يقف أمامك عائقا في القدرة للتحدث أمام الآخرين، واعلم أن الإنسان بطبعه خجول ولكن لا يكون فيها إفراطا يزيد على الحد الذي يصبح صاحبه مريضا بالخجل.

ولكي تتخلص من الخجل أخي الفاضل يتطلب منك خطوات كثيرة أهمها:

1- الوعي بذاتك، أي: لابد أن تكون مقدرا تماما لقدراتك ومهاراتك حتى لا يكون هناك شعور كاذب بالنقص، ولا تهتم بالآخرين ما دمت واثقا من نفسك أنك تستطيع أن تفعل هذا الشيء، واعلم أن هذه الأمور بيد الله تعالى والذي يسخر منك هذا إنسان لا أخلاق له.

2- يجب أن تكون لديك قوة الإرادة ولا تستلم للخجل وتحلى بالثبات وقوة الإرادة والتصميم على مواجهة المشكلة بالإصرار على الإندماج مع الآخرين والمشاركة والتحدث دون خجل وهذا سيزيدك ثقة بنفسك تدريجيا فتتخلص من الخجل بإذن الله تعالى.

3- كن شخصا إيجابيا وخذ بزمام الأمور ولا تتردد ولا تنظر إلى مشكلتك على أنها عائق في طريقك وحاول أن تتجاوزها.

4- ابذل قصارى جهدك لتتعاون مع الآخرين وتمد لهم يد العون والمساعدة ولا تهمش نفسك عن المجتمع.

5- ابحث دائما عن البدائل ولا تستسلم لأمر الواقع.

6- ابذل قصارى جهدك لكي تفوز بثقة الآخرين ومحبتهم ورعايتهم.

وحاول أن تكون متعاطفا مع الآخرين، فمهما كانت تصرفاتهم فإن ذلك لن يضرك في شيء إذا كان لديك شجاعة كافية وثقة بالنفس وحكمة واتزان وصبر وسعة صدر.
وبالله التوفيق.


مواد ذات صلة

الاستشارات