غبت عن طفلتي أياماً بسبب المشاكل فأصيبت بخوف دائم!

0 2

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

متزوجة منذ خمس سنوات، وعندي طفلتان، بيني وبين زوجي مشاكل وخلافات تراكمت حتى جاء وقت تشاجرنا ليلا، وبناتي نائمات، وطلقني فيه وأخرجني من البيت إلى بيت أهلي، وكان بناتي نائمات.

عندي طفلة بعمر ٣ سنوات، والطفلة الأخرى بعمر سنتين، طفلتي الكبيرة معتادة كل يوم ليلا تأتي وتكمل نومها بجانبي إلى الصباح، ولكن عندما طلقت، قال زوجي وأهله لبناتي إن أمكم عند الطبيب، وكانت المدة ٢١ يوما، فأطفالي ليلا ونهارا يسألون عني، ويقولون لهم: أمكم عند الطبيب.

٢١ يوما لم يحدث تواصل بيني وبين بناتي، فطفلتي الكبيرة تأخذ الكلمة مني موضع ثقة منذ صغرها؛ لأني ما وعدتها إلا ووفيت بوعدي، فعندما رجعت سألتني "ماما إذا ذهبت عند الطبيب مرة أخرى ستأخذيني معك؟" ووعدتها إذا ذهبت أن آخذها معي، ولكن منذ ٣ أشهر ونصف رجعت، ولم أذهب مكانا بدونها، فهي ما زالت خائفة، وأنا لا أريد أن تخاف من ذهابي للطبيب إن احتجت ومرضت.

إلى اليوم وطفلتي تبكي وهي نائمة، وأحاول إيقاظها وأسألها عن سبب بكائها فتجيبني" أنت تريدين أن تذهبي؟!" أريد حلا لخوفها الدائم من اختفائي فجأة، أريد جوابا غير أنني كنت عند الطبيب، أريد طريقة تجعلها تتخطى تلك الأيام.

كنت أحاول إن أتتني ليلا للنوم بجانبي أرجعها لسريرها في غرفتها، ولكن بعد هذا الموقف وضعت لها فراشا بجانب سريري ومخدة وغطاء، وقلت لها: إذا استيقظت ليلا لتأتي وتنامي هنا؛ لأن السرير أصبح ضيقا، وكل يوم تستيقظ وتأتي وتكمل نومها بجانبي، أختها الصغيرة لم ألاحظ أي خوف عليها مثلها، أتمنى منكم الإجابة التي تريح طفلتي، وتريح قلبي تجاهها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ esraa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك – أختنا الفاضلة – عبر إسلام ويب، ونشكر لك التفاصيل التي وضعتها في سؤالك هذا.

يؤسفني ما حصل بينك وبين زوجك، ولكن أحمد الله تعالى على أنكما عدتما بعد هذه الفترة من الانقطاع، داعيا الله تعالى أن يديم عليكم المودة والرحمة والعلاقة السعيدة بإذن الله سبحانه وتعالى.

أختي الفاضلة: من حق الطفلة أن تخاف بعد أن فقدت أعز شخص عليها في حياتها، وهي أنت الأم، فتخوف طفلتك أمر طبيعي، ومن الطبيعي أيضا أن تبقى لفترة ما – من الصعب تحديد مدتها – أن تبقى خائفة أن تفقدك مرة ثانية، بالذهاب إلى الطبيب أو غيره.

لكن في نفس الوقت معك كل الحق في أن تسعي إلى تخفيف هذا القلق والخوف والتوتر، وبأن تعود إلى طبيعتها السابقة من الشعور بالاطمئنان.

أختي الفاضلة: هناك بعض الأمور التي يمكن أن تساعدك، ولا أظن أنك تحتاجين إلى الذهاب إلى العيادة أو الطبيب النفسي أو غيرهما.

أولا: حاولي – أختي الفاضلة – ألا تنتقديها، أو تشيري إليها بشكل أو آخر عندما تظهر التعلق الشديد بك؛ لأن هذا قد يضعف ثقتها بنفسها، ويزيد التعلق بدل أن يخففه، فإذا لا تعلقي على مظاهر التعلق بك.

ثانيا: حاولي أن تعطيها ما تستطيعين من الوقت واللعب والتطمين، في الأوقات العادية، بحيث تشعر أن الحياة الأسرية مطمئنة طبيعية هادئة، ورويدا رويدا سيعود إليها اطمئنانها وهدوؤها.

ثالثا: من باب أولى ألا تظهرا أنت وزوجك أي خلاف أو شجار – لا قدر الله – أمام الطفلتين؛ فهذا سيعيد إليهما السيناريو السابق الذي حصل في الماضي.

رابعا: لا أنصحك أن تشجعيها أو تعوديها على أن تأتي إليك وتستلقي في فراشها أمام سريرك، ويمكن أن توقفي هذا من اليوم، بأن تقولي لها: (الحمد لله أنت أصبحت فتاة كبيرة، ومن الآن عليك إن استيقظت ليلا أن تبقي في سريرك، ولا تحتاجين لأن تتركي فراشك وتأتي أمام سريري)، وبهذا رويدا رويدا ستبدأ تعتاد على سريرها مع أختها الصغرى، وبدون الحاجة أن تأتي إلى غرفتك؛ لأنه إن فتحت الباب لها أن تأتي إلى غرفتك؛ فهذا سيعطيها شعورا أن ربما هناك ما يخيف، ولذلك أنت حريصة على تكون بقربك.

العكس هو الصحيح، أنك إن شجعتها أن تنام في سريرها؛ فهذا سيعطيها شعورا بأن الأمور طيبة وهادئة، ولا خطر من أي شيء.

أنصحك – أختي الفاضلة – أن تقرئي كتابا في تربية الأطفال، وخاصة فيما يتعلق بتخفيف قلق الأطفال وخوفهم وتوترهم، وهناك كتب كثيرة في هذا الباب.

أدعو الله تعالى أن يريح قلبك ويشرح صدرك لتعود الحياة الأسرية هادئة كما كانت.

مواد ذات صلة

الاستشارات