السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا أدرس ببلد أوروبي، وفي جامعتنا لا يوجد الكثير من العرب إلا القليل، تعرفت على شاب بنفس مجال دراستي، ولكن في مجموعة أخرى، وبيننا أصدقاء مشتركون خلال الدوام، إذا تصادفنا نتكلم في أمر الدراسة، أو أمور الحياة، ويتخلل الحديث بعض المزاح.
المشكلة أني معجبة به كثيرا، ولا أريد أن أمشي مع خطوات الشيطان، ثم يقودني لشيء لا يرضي الله، ووالله أني لا أريده إلا بالحلال، ولكن بأوروبا هذا الأمر صعب أن يحصل عن طريق الأهل، ولا أعرف هل هو معجب بي أيضا، وهل نيته خير؟
لا أعرف ماذا أفعل؟ ولا يمكنني سؤاله عن ما إذا كان يريد أن يخطبني أم لا؟ كما أنه لا يمكنني التصريح بإعجابي به حتى لا تنكسر صورتي أمامه، وقلت في نفسي بأني سأمهله أسبوعين أو ثلاثة لأعرف نيته.
أنا خائفة من أنه لا يفكر بي، وأنه يرغب بالصداقة فقط؛ لأن ذلك رائج جدا في أوروبا حاليا.
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ وداد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نحن سعداء بتواصلك مع إسلام ويب، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وما يتعلق بسؤالك عنه، فأجيبك من خلال الأمور الآتية:
• ابنتي العزيزة، اعلمي أن الأصل فيما يفعله المسلم في حياته منضبط بضوابط الشرع كما أمر الله عز وجل، وعليه فالعلاقة بهذا الشاب -ولو كانت علاقة دراسة- إلا أنها علاقة خاطئة، ولا تجوز؛ ولذا عليك التوبة والاستغفار، والإقلاع عن هذا الأمر، واحذري أن تتطور العلاقة إلى ما لا يحمد عقباه، ثم يكون الندم في وقت لا ينفع معه ندم.
• واعلمي -ابنتي العزيزة- أن هذا من خطوات الشيطان بحيث يستدرج العبد، ويزين لك هذا الشاب، فترين كل شيء فيه جذابا وجميلا، وقد قال الله: (وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون).
• ابنتي العزيزة: لا تغلبك العاطفة إلى درجة السذاجة والغفلة؛ فإن الذئاب البشرية تأتي بمعسول الكلام حتى تتمكن من فريستها، فإذا تمكنت كشرت عن أنيابها، وعليه ألا تخدعي نفسك بفكرة أنك تريدينه للزواج، وأنك ستستمرين معه أسبوعين أو ثلاثة؛ كل هذا من حبائل الشيطان، ودوافع الطيبة الزائدة الساذجة، واحذري من طغيان العاطفة، وغياب العقل والتعقل؛ فإنها تعمي وتصم.
• ابنتي، هذه التعلقات توقعك في العديد من المعضلات والمشكلات، وربما لا يستفيق الشخص إلا بعد فوات الأوان، فنصيحتي لك: انزعي هذا الشاب من قلبك، واملئي قلبك بالله، وهو سبحانه كفيل بإرضائك وإسعادك.
• اختيار الزوج يقوم بالنظر إلى الخلق والدين، والتي هي أهم نقطة في نجاح الزواج والسعادة فيه، ولا يقوم على الانطباعات، والأحاسيس، والمشاعر، والعواطف، والتي إذا انتهت ندم الإنسان على القرارات التي اتخذها على أساسه.
• اقطعي باب التفكير، وأبعدي عنك كل شيء يذكرك بهذا الشاب (رقم هاتف، ذكريات، رسائل، حسابات مواقع التواصل، ...).
• ابتعدي عن الفراغ، وأشغلي نفسك بما ينفعك: سواء كانت رياضة تناسب المرأة، أو مهارات حياتية، أو أعمالا خيرية، أو غير ذلك.
• أكثري من حمد الله على كل حال؛ فالإنسان قد يتعلق بشيء وفيه البلاء والشر، وقد قال الله: (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا يتعلمون).
• احرصي على نفسك، وأقبلي على شأنك، وتوقفي عند أي علاقة عاطفية، وكوني فتاة قوية.
• اهتمي بتنمية إيمانك، والحفاظ على الصلاة في أوقاتها، قال الله: (ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم).
نسأل الله لك التوفيق والصلاح.