السؤال
السلام عليكم.
أنا فتاة أبلغ من العمر ٢٩ عاما، على قدر كبير من الخلق والجمال بشهادة الناس، مشكلتي هي تعطل مشاريع زواجي لأسباب غير معروفة!
فقد تقدم لخطبتي شاب، وبعد الاقتناع، وقراءة الفاتحة، والاتفاق، بلغني أنه صلى صلاة الاستخارة، وبعدها حلم أن النار تشتعل في ظهره، وقال لي كل شيء قسمة ونصيب، بعدها تقدم لي آخر، وبعد القبول والاتفاق، والإعجاب الشديد بي، بلغني أنه صلى استخارة، ولا يرى أن لنا نصيبا في بعضنا، حدثت هذه الأمور كثيرا، وليس هاتين المرتين فقط.
سؤالي: ما سبب ما يحدث لي على الرغم من أني مواظبة على الصلاة، والقيام، وصلاة الفجر، والأذكار؟ وهل هي علامة على أن بي مسا أو حسدا؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Aya حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لكل إنسان في هذه الدنيا رزق، قد كتبه الله له من قبل ولادته، مصداقا لحديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك؛ ثم يكون مضغة مثل ذلك؛ ثم يرسل إليه الملك؛ فينفخ فيه الروح؛ ويؤمر بأربع كلمات: بكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أو سعيد) فالمال، والزواج، والأولاد رزق مكتوب للإنسان، ويجب على المسلم التسليم لقضاء الله وقدره، والرضا بمكتوبه، والثقة بموعوده.
أما عن تأخير الزواج: فقد يكون ناتجا عن عدة أسباب، فعليك بالرقية إن كان حسدا، وتحصين نفسك بأذكار الصباح والمساء، وقد يكون التأخير ليس بسبب المس، فقد يكون قضاء من الله، وأجلا مكتوبا لك، وفي ذلك من الخير الذي لا تعلمينه، كما قال ابن القيم في مدارج السالكين: "فقضاؤه لعبده المؤمن عطاء، وإن كان في صورة المنع، ونعمة وإن كان في صورة محنة، وبلاؤه عافية وإن كان في صورة بلية "، فالواجب على المسلم أن يسأل الله حسن العاقبة في الأمور كلها، ولا يحدد هو ما فيه الخير لنفسه أو لا.
حاولي أيضا تحليل العلاقات التي انتهت؛ فقد يكون هناك عامل مشترك خفي عنك، فحاولي أن تتذكري جيدا الأشياء السلبية التي قد طرأت منك، وحاولي تجنبها في خطبتك القادمة كي لا يتكرر الأمر.
نصيحة أخيرة: حاولي الانشغال بالأعمال النافعة التي تملأ وقتك؛ بحيث لا تترك لك مجالا للتفكير أو الاسترسال مع الخواطر السيئة التي تنقص من ثقتك بذاتك، كما يقول ابن القيم -رحمه الله-: "فهي النفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل".
وفقك الله لما يحب ويرضى.