كيف أنصح خطيبي بترك الأغاني؟

0 2

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بارك الله لكم في هذا الموقع، فقد استفدت منه كثيرا.

تقدم لخطبتي شاب، وهو ابن الجيران، وقد كنت منذ طفولتي أحبه، وهو شخص محترم، وطيب، ومؤدب، ومطيع لوالديه، ولا يصاحب غير الصالحين، ولكني اكتشفت بعد الخطبة أنه يستمع إلى الأغاني، ويتعامل أحيانا مع نساء أجنبيات معاملة غير شرعية؛ أي أنه يمازحهن أحيانا، فكيف أقنعه بخطأ ذلك؟ وما هي الطريقة التي لا تجعله يشعر بأنني متسلطة عليه، وأريد التحكم فيه؟

وجزاكم الله خيرا، وبارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شادية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام، ونحيي ثناءك على الموقع، ونبشرك بأننا في خدمة أبنائنا وبناتنا، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، ثم يرضيك به.

سعدنا بهذه المواصفات المذكورة عن الشاب الذي لا يصاحب إلا الصالحين، وهو مطيع لوالديه، ولكنك اكتشفت بعض العيوب، ونود أن نبين لك: أنه لا يوجد إنسان يخلو من العيوب، ونتمنى أن تنجحي في إصلاح هذا الخلل والنقص الذي عنده، وإذا كان يحب الصالحين فعليه أن يسلك سبيلهم، وعليه أن يعلم أن هناك أمورا لا يرضاها الله، حتى لو رضيتها المخطوبة، ورضيتها الزوجة، فإن العبرة بما يرضي الله تبارك وتعالى.

والحكمة مطلوبة في النصح والإرشاد، ومن المهم إذا أردنا أن ننصح إنسانا أن نذكر ما فيه من الإيجابيات، وأن فيه كذا، ويمدح على كذا، وأن مما يعجب فيه من الصفات كذا، لكن ليتنا نكمل هذه الصفات الجميلة بترك الأمور التي لا ترضي الله تبارك وتعالى، ولن يكون في هذا تحكم إذا قصدت بذلك وجه الله تبارك وتعالى.

ونحب أن ننبه إلى أنه إذا كانت العلاقة هي مجرد خطبة، فأرجو أيضا أن تحتكما إلى قواعد الشرع في التعامل مع هذه المرحلة، وأرجو أن يكون لك من المحارم من الإخوة الأفاضل من يستطيع أن يقدم له النصائح أحيانا؛ فإن الرجل يأخذ عن الرجل.

ونتمنى أيضا أن تشجعي تواصله مع الموقع؛ حتى يعرض ما عنده، وبعد ذلك سيجد الإجابات والتوجيهات المفيدة.

طبعا نحن لا نؤيد الأخطاء التي يقع فيها، لكن من المهم أن نتخذ الإيجابيات مدخلا إلى قلبه؛ حتى يستمع لنصحنا، ويستمع لتوجيهاتنا، والحكمة مطلوبة في اختيار الكلمات، وفي اختيار الوقت المناسب للنصح، وفيه إبراز لما عند هذا المقصر من إيجابيات، ونسأل الله أن يوفقنا جميعا، وأن يرفعنا عنده درجات، ونبشرك بقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم)، فكيف إذا كان هذا الذي همك أن تقدمي له الهداية هو الذي سيكون فارس الأحلام وشريك الحياة.

نسأل الله أن يجمع بينكم في الحلال، وأن يعينك على ما أنت فيه من الخير، وأن يجعلك عونا له على الطاعة، وأن يعينك أيضا على ما يرضي الله، والسعادة هي أن نؤسس بيوتنا على تقوى من الله ورضوانه، وعلى التناصح فيما بيننا، وعلى التعاون على البر والتقوى، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات