زوجتي لا تريد الصلح ولا تريد الطلاق!!

0 3

السؤال

السلام عليكم

حصلت مشكلة بيني وبين زوجتي، وأنا تركت البيت منذ 15 يوما، وهي لا تريد الصلح، ولا تريد الطلاق، وكلما أكلمها ترد علي عن طريق الهاتف بأسلوب جيد، ولكن عندما تراني تتغير علي، أكلم أهلها هاتفيا ولكن لا يوجد رد، فهل تكون في حكم الناشز؟ وماذا علي أن أفعل؟ وكلما أسألها ماذا تريدين؟ تقول لي: أنا لا أريدك الآن، فقط أنتظر أن يهدأ الوضع ثم سنحل الأمور. الرجاء الإفادة.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يصلح بينك وبين زوجتك، ويعيد الألفة والمودة بينكما ويديمها.

العلاقة بين الزوجين – أيها الحبيب – ينبغي أن تكون بالمعروف كما، أمر الله سبحانه وتعالى: (وعاشروهن بالمعروف) أي بما يتعارف به الناس، والحقوق والواجبات بين الزوجين متبادلة، فلكل طرف حق وعليه واجب، فكما أن الرجل من حقه على زوجته أن تطيعه فإذا خرجت عن هذه الطاعة كانت ناشزة، فإن من حقها عليه أيضا أن يؤدي إليها حقوقها المادية والمعنوية، ومن حقوقها أن يعاشرها بالمعروف، يعني ألا يسيء إليها، وألا يعتدي عليها بغير حق، وأن يؤدي إليها حقوقها المادية كالنفقة والسكنى والاستمتاع وغير ذلك، فإذا أساءت معاملته وقصرت في حقوقه الواجبة عليها فإنها في هذه الحالة تكون ناشزة.

أما أن يكون الرجل يريد حقوقه هو فقط مع تقصيره في حق الزوجة، وعند طلبها لحقوقها أو امتناعها عن أداء بعض الحقوق التي عليها لتصل إلى حقوقها، فيريد أن يسمي ذلك نشوزا؛ فإن هذا ليس من العدل في شيء، وقد ذم الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم المطففين، فقال سبحانه وتعالى: (ويل للمطففين * الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون * وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون * ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون * ليوم عظيم * يوم يقوم الناس لرب العالمين)، فذم الله سبحانه وتعالى ووبخ المطفف الذي يطلب حقه كاملا ويقصر في حقوق الآخرين ويمتنع عن أدائها.

نحن لا نستطيع أن نحكم على زوجتك بأنها وقعت في النشوز أو لم تقع؛ لأن ما ذكرته ليس فيه من التفصيل وذكر البيانات والمعلومات الكافية، ولكننا ننصحك بأن تسعى إلى إصلاح ما بينك وبين زوجتك بقدر استطاعتك، وأن تستعين بمن يسعى إلى الإصلاح، فإن هذا خير كثير.

إذا وقعت المرأة في النشوز أو في مبادئه وأوائله؛ فإن الله سبحانه وتعالى أرشد الزوج إلى الخطوات التي ينبغي أن يتبعها لإصلاحها، فقال: (واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن) أي بالتذكير بالله تعالى وبعقابه، وبتعريفها بحق الزوج عليها، (واهجروهن في المضاجع) هذه المرحلة الثانية، هجرها في الفراش؛ لأن هذا فيه تأديب لها وتتألم به أكثر من تألمها بغيره، والمرحلة الأخيرة قال سبحانه وتعالى: (واضربوهن) يعني إذا لم ينفع فيها ما سبق من أدوات الإصلاح والتوجيه والوعظ والإرشاد، وكان الضرب هو الأسلوب الأمثل، يعني أنه نافع ومفيد، وهو ضرب للتأديب وليس للانتقام، ومن ثم لا يجوز الاعتداء فيه بحيث يكون ضربا مؤذيا، فلا يكون ضربا مبرحا، ولا خادشا للجلد، أو كاسرا لعظم، أو غير ذلك من الاعتداءات، فهذا كله لا يجوز.

هذه الأدوية القرآنية التي ذكرها الله تعالى للزوج ليصلح بها زوجته إذا وقعت في النشوز، ولكن هذا كله بعد أن يكون الزوج قد قام بالواجب عليه، وأدى حق الله سبحانه لزوجته، ونحن على ثقة من أن الزوجة إذا وجدت من زوجها الإنصاف وأداء الحق؛ فإنها ستبادله مثله، هذا في غالب الأحيان، أما إذا لم يكن الأمر كذلك فقد أرشد القرآن إلى إدخال فريق للإصلاح، حكما من أهله وحكما من أهلها، وهذه الحالة ينبغي فيها الرجوع إلى القاضي الشرعي ليتولى النظر بين الزوجين، وتكليف من يتولى الإصلاح بينهما، وترتيب الأمور بعد فراغ هذين الحكمين من عملهما.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن ييسر لكم الخير، وأن يجمع بينكما على الألفة والمودة والمحبة.

مواد ذات صلة

الاستشارات